صدر الصورة، Getty Images
قبل 48 دقيقة
عامان من الحرب والدمار في السودان، والمدنيون هم من يدفعون الثمن، من نزوح إلى نزوح، ومن فقر إلى فقر أشد، ومن تردٍ إلى مزيد من التردي، في الأحوال الصحية والمعيشية.
يقول منتدى الإعلام السوداني، في بيان له في الذكرى السنوية الثانية لاندلاع القتال، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل 2023 : " عامان كاملان من القتال الدامي، الذي لم يجلب سوى الدمار والموت والنزوح والمعاناة للشعب السوداني، وحول حياة الملايين إلى جحيم لا يطاق".
ويضيف المنتدى إنه "يؤكد مجددا،ً أن المدنيين السودانيين الأبرياء، كانوا ولا يزالون، هم الضحية الأولى والضحية الأكبر لهذا الصراع، يدفعون بأرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم ومستقبلهم، ثمناً باهظاً لحرب لم يختاروها ولم يكونوا طرفاً فيها."
وكالعادة وفي كل مناسبة، تكاثرت الأصوات التي تطالب، بإيجاد نهاية لهذه الحرب "العبثية" وإنقاذ المدنيين من آتونها، وإن كان التوقع الغالب، هو أن تذهب هذه الأصوات سدى، كما ذهبت سابقاتها، فقد حذرت الأمم المتحدة مجددا، من العواقب الكارثية لتجاهل الوضع في السودان.
وقالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إن "13 مليون سوداني أجبروا على الفرار من منازلهم بفعل الحرب، بينما عبر 4 ملايين آخرين الحدود هربا منها" أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقد قالت بهذه المناسبة إنه "خلال الحرب المستمرة في السودان منذ عامين ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة ألف في المئة"، مناشدةً العالم "عدم التخلي عن ملايين الأطفال المنكوبين".
وبجانب ما أسفرت عنه الحرب في السودان، من لجوء ونزوح، تشير إحصاءات أخرى، إلى أن هناك حوالي 25 مليون سوداني، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 8.5 مليون شخص، يواجهون مستويات طارئة أو كارثية تقترب من المجاعة.
ورغم تلك الأرقام المفزعة، لما أسفرت عنه الحرب الدامية في السودان، من مآسي على مستويات عدة، تبدو توقعات المستقبل قاتمة، في ظل سيطرة صوت المدافع على صوت العقل، لدى الطرفين المتحاربين، في وقت يكرر فيه كلاهما مقولة " ننتصر أو نموت"، والحقيقة هي أن من يموتون هم أناس سودانيون عاديون، سواء بفعل المدافع أو في رحلات النزوح أو بفعل الجوع.
ويؤكد منتدى الإعلام السوداني في بيانه، في الذكرى الثانية للحرب على ذلك فيقول "إن الحل العسكري قد أثبت فشله، ولا سبيل للخروج من هذا النفق المظلم، إلا عبر عملية سياسية شاملة وحقيقية، يقودها السودانيون بأنفسهم، وتفضي إلى تشكيل حكومة مدنية انتقالية ذات مصداقية، تعمل على تحقيق السلام المستدام، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، والأهم من ذلك، صون كرامة المواطن وحقوقه الأساسية، وضمان الحريات الديمقراطية"
أصوات خارجية أيضا
وبجانب الأصوات المنطلقة من داخل السودان، والداعية لوقف هذه الحرب، تأتي الأصوات من الخارج أيضا، إذ تستضيف لندن الثلاثاء 15 نيسان/إبريل، مؤتمرا حول السودان، يهدف إلى حشد المجتمع الدولي، لإنهاء النزاع المدمر المستمر منذ سنتين في هذا البلد.
وأوضحت بريطانيا أن مؤتمر لندن، وعوضا عن الانخراط في جهود للوساطة، فإنه يمثل فرصة لتنسيق وتعزيز الاستجابة الدولية، للأزمة الإنسانية المتفاقمة، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، قبل ساعات من افتتاح المؤتمر: "سنتان فترة طويلة، حرب السودان العنيفة دمرت حياة ملايين الأشخاص، لكن رغم ذلك لا يزال جزء كبير من العالم يشيح بنظره" عما يحدث هناك.
وفيما يؤشر لرؤية طرفي النزاع في السودان، للجهود الدولية لمعالجة الأزمة الإنسانية، انتقدت الحكومة السودانية نظيرتها البريطانية، لعدم دعوتها لهذا المؤتمر، قائلة إنها ترفض "نهج الحكومة البريطانية الذي يساوي بين الدولة السودانية ذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة منذ 1956، وميليشيا إرهابية (قوات الدعم السريع)، ترتكب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، والفظائع غير المسبوقة ضد المدنيين". ويأتي انتقاد الحكومة السودانية للمؤتمر، رغم أن قوات الدعم السريع لم تدع أيضا إليه.
لانهاية في الأفق
وتدخل الحرب السودانية عامها الثالث، في ظل تبدل في موازين القوى، منذ بداية النصف الأخير من العام الماضي، مع استعادة الجيش السوداني للعديد من المواقع، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، منذ بدء الحرب في إبريل من العام 2023، خاصة في العاصمة الخرطوم.
وتشير تصريحات قادة الجيش، إلى أن العام الثالث، ربما يشهد تحول الحرب إلى مزيد من الشراسة، في ظل اعتقاد الجيش السوداني، بأنه سيحسم الأمر في كردفان ودارفور، كما حسمه سابقا في الخرطوم وغيرها، ليقضي وفق مايقول قضاءا مبرما، على قوات الدعم السريع .
على الجانب الآخر، فإن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وبعد إخراج قواته من العاصمة الخرطوم، على يد الجيش وخسارتها للعديد من المواقع المهمة، بدا غير معترف بالهزيمة وتعهّد ، في أول تصريح له عقب طرد قواته من العاصمة، بعدم التراجع والاستسلام، ما يشير إلى نية مليشياته مواصلة القتال في غرب البلاد، وفي الفاشر تحديدًا.
وتبدو المعارك وقد انتقلت بالفعل إلى الفاشر، لتوقع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، وليدفع السودانيون مزيدا من تكلفة الحرب، موتا ونزوحا فقد اقتحمت قوات الدعم السريع، مخيم ( زمزم) للنازحين، قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، وشرّدت المقيمين فيه وقتلت عددًا كبيرًا منهم.
ونقلت الأمم المتحدة عن "مصادر موثوقة" أن أكثر من 400 شخص قتلوا في الهجمات التي نفذتها الدعم السريع مؤخرا في إقليم دارفور بغرب السودان، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ويعد مخيم زمزم، ملجأ لأكثر من مليون نازح، معظمهم ممن فروا من مناطقهم الأصلية، منذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور عام 2003. ويعاني سكان المخيم من أوضاع إنسانية قاسية، تشمل نقصا حادا في الغذاء والمياه والدواء.
- في الذكرى الثانية للحرب السودانية: لماذا يدفع المدنيون ثمن حرب لم يختاروها؟
- إذا كنتم في السودان حدثونا عما الحقته الحرب من أضرار بحياتكم؟
- لماذا برأيكم يصر طرفا الحرب في السودان على استمرارها؟
- كيف يعيش النازحون في مخيم زمزم قرب مدينة الفاشر مأساة انتقال الحرب إلى مخيمهم مجددا؟
- هل نقلت قوات الدعم السريع جبهة الحرب إلى شرق السودان بعد إخراجها من الخرطوم؟
- هل تعتقدون بأن الحل العسكري يمكنه وضع حد للصراع في السودان؟
- من برأيكم بإمكانه التدخل لوقف هذه الحرب؟
- وكيف ترون الجهود الدولية لوقف الحرب متمثلة في مؤتمر لندن؟ ولماذا انتقدته الحكومة السودانية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 16 نيسان/ إبريل.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab