في أول عملية من نوعها.. علماء يزرعون رئة خنزير في صدر إنسان

تمكن فريق طبي صيني من إجراء أول عملية زراعة رئة من خنزير معدل وراثيا في إنسان، ما يمثل خطوة هائلة أخرى في السعي المستمر منذ عقود لاستخدام أعضاء الحيوانات في عمليات إنقاذ حياة البشر.

وقال تقرير نشرته الـ"دايلي ميل" البريطانية، إن رئة خنزير معدلة وراثياً تم زرعها في جسم رجل يبلغ من العمر 39 عاماً، مصاب بموت دماغي إثر نزيف دماغي، ولكن المثير للدهشة أن العضو ظل حياً وفعالاً لمدة تسعة أيام، ما يشير إلى أن البشر قد يعيشون يوماً ما مع رئتي خنزير مزروعتين.

ويقول العلماء، من جامعة قوانغتشو الطبية في الصين، إن عملهم هو أول حالة موثقة لزراعة رئة بين الأنواع، ويضيفون:" لم تُزرع رئات خنزير معدلة وراثياً في البشر من قبل"، بحسب موقع لايف ساينس.

In a first, scientists in China transplanted a lung from a pig into a human so they could see how the host immune system handled the procedure. https://t.co/eCKUZeTRgD

وأجريت التجربة التي نشرت تفاصيلها في مجلة Nature Medicine، في مدينة غوانغتشو الصينية على رجل يبلغ من العمر 39 عاما تم الإعلان عن وفاته دماغيا قبل الخضوع للإجراء، وحرص الفريق الطبي على الحصول على الموافقات الأخلاقية اللازمة من عائلة المتوفى قبل إجراء الزراعة.

اظهار أخبار متعلقة

وتمثل هذه التجربة نقلة نوعية في مجال زراعة الأعضاء بين الأنواع المختلفة، والتي تشهد تطورا ملحوظا على مستوى العالم، حيث تُظهر الدراسة أن رئات الخنازير قادرة على الحفاظ على حيويتها ووظائفها لدى المتلقين الذين يعانون من موت دماغي لمدة 216 ساعة، وسبق أن عاش البشر لفترات قصيرة مع قلوب وكلى خنازير مزروعة، لكنهم لم يعيشوا قط مع رئات الخنازير، كما هو الوضع حالياً.

وتعد زراعة الرئات تحدياً أكبر بكثير، نظراً لهشاشتها وتعقيدها وتعرضها للسموم من الهواء في العالم الخارجي، ونتيجة لذلك، اضطر الفريق إلى إجراء تعديلات جينية على خنزير صيني من نوع باما شيانغ حصلوا على رئته اليسرى، واستُخدمت أداة تعديل الجينات كريسبر لتعطيل ثلاثة جينات قد تُنشط جهاز المناعة البشري بعد عملية الزرع، كما أضيفت ثلاثة جينات بشرية لزيادة تقبل الجسم للعضو المزروع، وبعد ذلك، زُرعت الرئة في المتلقي البشري الذي أُعلن عن وفاته دماغياً، وبالتالي اعتُبر رسمياً متوفيا.

ووجد الخبراء أن الرئة لم تُرفض فوراً من قِبل الجهاز المناعي لجسم الإنسان، بل حافظت على حيويتها ووظائفها على مدار تسعة أيام، ومع ذلك، لاحظوا علامات تلف الرئة بعد 24 ساعة من الزرع، وعلامات "رفض بوساطة أجسام مضادة" للرئة في اليومين الثالث والسادس بعد الزرع.

وانتهت التجربة في اليوم التاسع بناء على رغبة عائلة المتوفى، ما منع الفريق العلمي من معرفة المدة التي كان يمكن أن تستمر فيها الرئة في العمل لو استمرت التجربة، ومع ذلك، يقول الفريق إن هذا الإجراء الاستثنائي، المفصل في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسن"، يُظهر جدوى زراعة الرئة من الخنازير إلى البشر، كما تُوضح النتائج كيف يُمكن لزراعة الرئة من الخنازير أن تُعالج أزمة نقص الأعضاء العالمية.

اظهار أخبار متعلقة

ومن المُبشر أن الخنازير تُشبه البشر إلى حد كبير من حيث التشريح، لذا يُستخدم هذا النوع عمومًا كنموذج لتطوير علاجات جديدة، ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تتعلق برفض الرئة والإصابة بالعدوى، هذا بالإضافة إلى أن الرئة تحتوي على عدد كبير من الخلايا المناعية الجاهزة للاستجابة لأي جسم غريب، بحسب تحذّير الفريق في ورقتهم البحثية الجديدة.

وتأتي هذه الدراسة بعد أشهر قليلة من حصول توانا لوني، وهي امرأة أمريكية من ألاباما بالولايات المتحدة، على لقب أطول متلقية لزرع أعضاء خنزير، حيث عاشت 60 يوماً باستخدام كلية خنزير معدلة وراثياً، وفي نيسان/أبريل الماضي كانت الكلية بحوزتها لأكثر من أربعة أشهر، ولكن أُزيلت عندما توقف العضو فجأة عن العمل، وفقاً لمجلة ساينس.