فرنسا تُحيي ذكرى العبودية وبايرو يدعو إلى مواجهة "تاريخ رهيب ومرعب"

3 weeks ago 10

دعا رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، خلال زيارة إلى مدينة بريست، إلى عدم الصمت إزاء "التاريخ الرهيب والمرعب للعبودية"، وذلك خلال إحياء اليوم الوطني لذكرى تجارة العبيد والعبودية وإلغائها.

وقال بايرو، خلال كلمة ألقاها أمام خليج بريست بالقرب من منحوتة فولاذية ضخمة تحمل اسم "ذكريات"، إن "هذا التاريخ يجب أن يُعرف، يجب أن نعلم، ولنعلم علينا أن نُسمّي ونُحصي ونُحلل هذه الحقيقة".

ووصف رئيس الحكومة العبودية بأنها "قصة رهيبة ومرعبة في حجمها وجوهرها"، مشيرًا إلى أن "حوالي 4 ملايين امرأة ورجل وطفل عانوا من العبودية بين عامي 1625 و1848 في المستعمرات الفرنسية".

وأعلن بايرو عن مشروع لإنشاء "علامة تصنيف" تجمع كل أماكن ذاكرة العبودية، سواء تلك التي كانت مواقع فعلية لممارسة العبودية، وخصوصًا في الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، أو الأماكن التي خلدت نضالات إلغاء العبودية في كافة أنحاء فرنسا.

وفي سياق متصل، تطرق بايرو إلى ما وصفه بـ"الدَين المزدوج" الذي فرضته فرنسا على هايتي لتعويض مالكي الأراضي والعبيد بعد الاستقلال، موجّهًا "رسالة تضامن" إلى "هذا الشعب الشهيد والشقيق"، وداعيًا إلى "علاقة صريحة مع الماضي تقوم على الحقيقة".

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد أعلن في نيسان/ أبريل عن إنشاء لجنة فرنسية-هايتية من المؤرخين لدراسة "أثر" التعويضات المالية الباهظة التي فرضتها فرنسا على مستعمرتها السابقة مقابل الاعتراف باستقلالها.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء السابق جان-مارك إرو، رئيس مؤسسة ذاكرة العبودية، عن أمله في أن "يتيح هذا العمل لفرنسا أن تنخرط في مسار إصلاحي تجاه الشعب الهايتي، وهو مسار تفرضه علينا الذاكرة وتستعجله الضرورة".

وأضاف: "هذا التاريخ منقوش في ذاكرة الهايتيين، بينما لا يزال غائبًا إلى حدّ بعيد عن الذاكرة الوطنية الفرنسية".

أما ماكس ريلوزا، مؤسس جمعية "ذكريات العبودية" وصاحب النصب التذكاري "ذكريات"، فقال: "نحن لا نبحث عن التوبة، بل نريد أن تنظر الأجيال الجديدة إلى التاريخ، إلى تاريخنا، وجهاً لوجه".

اذهب للمصدر