#سياحة وسفر
زهرة الخليج اليوم
لم تكن إنجازاته محصورةً في مكانٍ واحد، بل أصبح تأثيره عالمياً، حتى صار فخراً لإيطاليا كلها، واستحق عن جدارة لقب «فارس الجمهورية الإيطالية»، الذي ناله عام 2007، تقديراً لما قدّمه وأسهم به.
فاليريانو أنطونيولي، لاعب التايكواندو الذي غيّر مفهوم الضيافة في العالم، وابتكر فيه كل جديد، إذ استطاع بذكائه وابتكاراته أن يدمج بين المفاهيم الكلاسيكية، وكل ما هو حديث ومتطوّر، حتى باتت مجموعة «بورتريه» واحدةً من أبرز الوجهات التي يقصدها الزائرون من كل حدب وصوب.
مواهبه كثيرة، وميزاته مختلفة؛ فهو الرياضي، والكاتب، والمؤلف، والمبتكر، وصاحب الخبرة الممتدة لأكثر من ثلاثين عاماً. كما أنه شخصية فريدة في عالمنا، امتلك أفكاراً لم يتطرّق إليها الآخرون.
«زهرة الخليج» تحاور الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق «لونغارنو»، فاليريانو أنطونيولي، الذي تحدّث بإسهاب، وغاص في كل التفاصيل، في هذا اللقاء:
-
فاليريانو أنطونيولي.. فارس الضيافة الإيطالية ورائد ابتكار الفنادق الفاخرة
في البداية، حدثنا عن علامة Portrait، ما الذي ألهمكم ودفعكم لتأسيسها؟
في عام 2012، وبالشراكة مع رئيسنا ليوناردو فيراغامو، لاحظنا وجود فجوة في سوق الضيافة الفاخرة، ورأيناها فرصة لإعادة تعريف هذا المفهوم. ومن هذه الرؤية وُلدت علامة Portrait، وهي مجموعة من الفنادق الحائزة جوائز في: روما، وفلورنسا، وميلانو.
مع Portrait، قمنا بتحويل مفهوم الفخامة الكلاسيكية إلى تجربة أكثر عفوية وخصوصية، ومفصلة حسب ذوق كل ضيف. فكل فندق يقدم تجربة فريدة، مستوحاة من الروح الإيطالية، وهي انعكاس حقيقي لفن العيش الإيطالي.
هل لديكم خطط للتوسع في دول أخرى حول العالم، وهل سنشهد وجودًا لكم في منطقة الشرق الأوسط؟
نسعى دائماً لاستكشاف مواقع جديدة لفنادق Portrait خارج إيطاليا. ونبحث باستمرار عن مدن وبلدان، يمكننا فيها إبراز فلسفتنا القائمة على الأناقة الإيطالية، وفن العيش الإيطالي. بالنسبة لنا، التوسع لا يعني فقط افتتاح فنادق جديدة، بل إيجاد وجهات تتماشى مع قيمنا الأصيلة من حيث الحرفية والتواصل العميق مع الثقافة المحلية.
وعند دراسة أي وجهة جديدة، نحرص على أن تكون مدينة ذات تاريخ عريق وثقافة نابضة بالحياة، وتقدم نوع الفخامة الذي يلامس تطلعات ضيوفنا. ولا نملك إعلانات محددة في الوقت الحالي، لكننا متحمسون للإمكانات المستقبلية، وسندرس كل خيار بعناية، لنضمن انسجامه مع تجربة Portrait.
كيف دمجتم ثقافات متعددة من مختلف الدول ضمن فنادقكم، وكيف تنعكس هذه الفسيفساء الثقافية على تجربة الضيوف؟
فريق أسلوب الحياة لدينا هو جوهر تجربة ضيوفنا. فنحن نوظف أفراده بناءً على عقليتهم، وليس فقط على مهاراتهم. كما نبحث عن أفراد يتميزون بكرم الضيافة. أولئك الذين يتوقعون احتياجات الضيوف، ويشعرون بالدفء، وبسعادة حقيقية عند رضا الضيوف.
ويتقن العديد من أعضاء الفريق لغات متعددة، وهم مطلعون على ثقافات مختلفة، ما يتيح لهم التواصل بشكل هادف مع الضيوف من الشرق الأوسط وخارجه. هذا العمق في المعرفة المحلية، إلى جانب كرم الضيافة الصادق، يُمكنان من تقديم تجارب أصيلة مُخصصة، ومُحترمة، ولا تُنسى.
تستمدون قوتكم من إرث يمتد لما يقارب الـ100 عام.. هل يستطيع هذا الإرث الصمود أمام التطور التكنولوجي السريع، وهل لا يزال يجذب الأجيال الشابة؟
منذ قرن، واصلت عائلة فيراغامو إرثها في المزج بين عالمَي: الموضة والضيافة، مع رؤية مستقبلية تركز على تطلعات المسافرين الفاخرين، لا سيما جيل «زد». هذا الجيل الذي يبحث عن تجارب عميقة وذات معنى، تتجاوز مجرد الراحة. لذلك، تسعى مجموعة Lungarno Collection لتقديم أسلوب حياة متجذر في قيم العائلة وإرثها، وملتزمة بإحداث تأثير إيجابي في المجتمعات المحلية.
ويعتمد هذا النهج على الابتكار الهادف، مثل التعاون الأخير مع مجموعة Numero Cromatico؛ لاستكشاف العلاقة بين التكنولوجيا والإنسانية. كما يشكل التصميم ركيزة أساسية لهوية المجموعة؛ حيث صمم المهندس الإيطالي الشهير، ميكيلي بونان، جميع فنادق Lungarno Collection، بأسلوب خالد يجمع بين الأناقة الكلاسيكية والرقي العصري.
ويمتد ارتباط المجموعة بالإرث إلى ما هو أبعد من التصميم. ففي Portrait Milano، على سبيل المثال، تحتضن ساحة واسعة أصبحت مركزًا حيويًا لنمط الحياة المحلي، وتضم متاجر أزياء ومجوهرات، ومطاعم، وحديقة، ومركز عافية متطوراً. هذا التكامل بين الضيافة والثقافة والتجزئة مصمم ليناسب جميع الأجيال، مؤكدًا على رؤية فيراغامو في بناء تجربة ضيافة فريدة ومتكاملة.
هل من السهل تحقيق التوازن بين الأسلوب الكلاسيكي والحديث، وما الذي يميز علامتكم التجارية في هذا الصدد؟
تحقيق التوازن بين الأسلوب الكلاسيكي والحديث هو جوهر كل ما نقوم به. إن فلسفتنا لا تقوم على الاختيار بين الاثنين، بل على إيجاد حوار متناغم بينهما. وقد تجسدت هذه الفلسفة في اللمسة الأسلوبية للمهندس المعماري الإيطالي الشهير ميكيلي بونان، الذي أشرف على تصميم جميع فنادق Lungarno Collection من الداخل. فرؤيته الخالدة تمزج بين الإيحاءات الكلاسيكية والرقي العصري، لتُنتج مساحات متجذرة بعمق في التقاليد الإيطالية، لكنها في الوقت ذاته تُلبي تطلعات المسافر المعاصر.
ولكن التصميم ليس سوى البداية. فهذه الرؤية الجمالية تمتد لتشمل التزامنا المستمر بتقديم تجارب أصيلة في فلورنسا وروما وميلانو، فهي مدن تنبض بالتاريخ في كل زاوية. ونحرص على صون الحرفية المحلية، ونعمل مع الحرفيين والفنانين، الذين يواصلون تقاليد عمرها قرون. فمن المفروشات المصممة خصيصًا إلى التجارب الثقافية المنسقة، نحتفي بالحرفية الحقيقية بجميع أشكالها.
والنتيجة تجربة ضيافة تجمع بين الطابع الشخصي والرقي والروح الإيطالية الأصيلة، حيث ينعم الضيف برفاهية عصرية، ويتواصل في الوقت ذاته مع روح المكان بطريقة ذات مغزى.
تقولون: إنكم حولتم مفهوم الفخامة التقليدية إلى تجربة شخصية عفوية لكل ضيف.. ما المقصود بذلك تحديدًا؟
تهدف فنادق Portrait إلى تقديم تجربة ضيافة فريدة، تتجاوز الفنادق التقليدية، مرتكزة على فلسفة «الشعور كأنك في بيتك». بدأت هذه الرؤية في روما، وتوسعت لتشمل فلورنسا وميلانو، مقدمة مساحات شخصية، مستوحاة من الروح الإيطالية مع الحفاظ على مواقع وخدمات استثنائية للمسافرين الدوليين.
ويعمل فريق نمط الحياة (Lifestyle Team) على تصميم تجارب وخدمات مخصصة لكل ضيف، ما يضفي لمسة من الفخامة الراقية والمدروسة. وتتميز فنادق Portrait بأسلوبها الأنيق، والراقي والهادئ، وتوفر استوديوهات وأجنحة فسيحة، مع إمكانية ربط الغرف لتوفير حلول إقامة مريحة وخصوصية للعائلات أو المجموعات.
ويتجاوز مساعدو الضيوف دور الخدمة التقليدية؛ ليصبحوا رفاقًا حقيقيين، مقدمين الدعم والرؤى وبناء روابط عميقة مع الضيوف، ما يلقى تقديرًا خاصًا من ضيوف الشرق الأوسط، الذين يثمنون هذا التوازن بين الخصوصية والاهتمام الشخصي الصادق.
نود أن تشرح لجمهورنا معنى «الضيافة التوسكانية»، وما الذي يميزها؟
وصل سالفاتوري فيراغامو إلى فلورنسا عام 1927، وأسس أول متجر له في شارع فيا تورنابوني عام 1938، ليصبح نقطة جذب لنجوم هوليوود والنبلاء، وينشر ثقافة الضيافة التوسكانية لعائلة فيراغامو عالميًا. وامتدادًا لهذا الإرث، تأسست مجموعة Lungarno Collection، التي تجسد هذه الروح الأصيلة. ويفتخر رئيس المجموعة، ليوناردو فيراغامو، باستقبال الضيوف في مدينته الأم (فلورنسا)، التي شكلت رؤيته الشخصية والمهنية. وتعكس الضيافة التوسكانية الدفء والأصالة والاعتزاز بالثقافة المحلية. وكون فلورنسا مهد عصر النهضة، فإنها تضفي على عمل فنادق Lungarno Collection قيم: الإبداع، والحرفية، والشغف، التي تتجلى في كل تفاصيل تجربة الضيف، من التصميم إلى الخدمة، ما يعبر بصدق عن الروح الفلورنسية الرفيعة والأناقة الخالدة.
ما أبرز التجارب الثقافية، التي يمكن أن يستمتع بها الضيوف عند إقامتهم في فنادق بورتريه؟
أكثر التجارب الثقافية تأثيرًا هي تلك التي يكتشف فيها الضيف شيئًا غير متوقع - جوهرة خفية تترك أثرًا شخصيًا. نحن لا نصنف التجارب حسب الأهمية، بل نركّز على فهم ما يحمله كل ضيف من قيم وتطلعات. في Portrait، نؤمن بأن زيارة الكولوسيوم في روما يمكن أن تكون مؤثرة بقدر لحظة هادئة في موقع أقل شهرة - فالأهم هو الصلة العاطفية التي تنشأ بين الضيف والمكان، سواء أكان شهيرًا أم مجهولاً.
-
فاليريانو أنطونيولي.. فارس الضيافة الإيطالية ورائد ابتكار الفنادق الفاخرة
من هاوٍ للتايكواندو إلى أحد أبرز الأسماء في عالم الضيافة.. ما الرابط بين الرياضة والضيافة؟
من خلال تجربتي الشخصية، أرى أن الرياضة مثل صناعة الضيافة، تتطلب المثابرة والانضباط والاستمرارية.
هل ساعدك التمرّن على الرياضات، خاصة التايكواندو، في تشكيل مهاراتك القيادية وقدرتك على التميّز؟
بالفعل، ليس التايكواندو وحده، بل رياضات، مثل: التزلج الحر، وركوب الدراجات الجبلية، واليوغا أيضًا، فكلّها ساعدتني على الحفاظ على تركيزي، وإدارة الضغوط المصاحبة لهذا الدور.
ما الذي ألهمك بدء كتابة الكتب، وهل تنوي الاستمرار في هذا المجال؟
كانت الكتابة فرصة للدخول إلى عالم مختلف تمامًا عما كنت أعرفه من قبل، لكنها أيضًا أصبحت وسيلة للتعبير عن شغف لطالما رافقني. وأنا بالتأكيد مهتم بالاستمرار، وآمل في يوم من الأيام أن أكتب سيرة ذاتية أشارك فيها بعض التجارب غير المتوقعة والرائعة التي خضتها، والأشخاص المذهلين الذين التقيتهم على طول الطريق.
بين الرياضة، والكتابة، والضيافة.. ما شغفك الأكبر؟
دخلت عالم الضيافة في سن مبكرة، مدفوعًا بشغف النمو والتميّز. فحددت أهدافي بوضوح، وبفضل العمل الجاد والعزيمة، كنت محظوظًا بأن أحققها.
هل هناك موقف معين في طفولتك ترك أثرًا دائمًا في مسيرتك المهنية؟
عندما كنت طفلًا صغيرًا، أعيش في بلدة بورميو الجبلية، كانت لديَّ مسؤوليات مرتبطة بالحياة في الجبال. وذات يوم، تخلّيت عن تلك المسؤوليات لبعض الوقت لألعب مع أصدقائي، فوقع حادث مؤسف نتيجة لذلك. تركت تلك الحادثة أثرًا عميقًا بداخلي. فقد علمتني المعنى الحقيقي للمسؤولية، وأن أفعالك، أو حتى تقاعسك، قد تكون لها عواقب كبيرة، خصوصًا عندما يعتمد الآخرون عليك. وقد رافقني هذا الدرس طوال حياتي المهنية.