#تكنولوجيا
كارمن العسيلي اليوم
مع التركيز على «عام المجتمع»، تشهد الإمارات تحولات نوعية تهدف إلى إطلاق العنان للإمكانات الكامنة لدى الأفراد والأسر والمؤسسات، عبر استراتيجيات مبتكرة تركز على صقل المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات. هذا التوجه هو برنامج عمل متكامل يهدف إلى تحقيق نمو شامل وتأثير إيجابي مستدام، يرسخ مكانة الإمارات كنموذج عالمي يحتذى به في التنمية البشرية والاقتصادية.
إدراكاً لأهمية رأس المال البشري في قيادة عجلة التنمية، تولي الإمارات اهتماماً بالغاً لتطوير المهارات، بما يتماشى مع متطلبات المستقبل وسوق العمل المتغير. تتجلى هذه الجهود في مبادرات حكومية طموحة تهدف إلى تسليح الأفراد بالمعرفة والخبرة اللازمة للتكيف والازدهار.
على سبيل المثال، تعمل برامج التدريب المهني والتقني التي يشرف عليها «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني» (ACTVET) على توفير مسارات تعليمية متخصصة تُلبي احتياجات القطاعات الحيوية، بحسب ما ورد في موقع المركز الرسمي. هذه البرامج لا تقتصر على الجانب الأكاديمي، بل تمتد لتشمل التدريب العملي المكثف، ما يضمن تزويد الخريجين بالمهارات العملية المطلوبة فور تخرجهم. كما يعد برنامج «بعثات أبوظبي» للطلبة، التابع لدائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، مبادرة محورية لتمكين الطلبة الإماراتيين من الحصول على تجربة أكاديمية عالمية، تحت إشراف متخصصين بحسب ما ذكر في موقع دائرة التعليم والمعرفة. ومن المبادرات التي تقدمها الدائرة أيضاً «أكاديمية 42 أبوظبي» و«أكاديمية البرمجة المبتكرة»، اللتين تضطلعان بدور رائد في تمكين الشباب وتزويدهم بمهارات البرمجة والمعرفة اللازمة للإسهام في تحقيق رؤية الدولة لبناء مستقبل أكثر ابتكاراً وتقدماً في مجال التكنولوجيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
أما في مجال التعليم العالي، فإن مبادرات مثل برنامج «صنّاع التكنولوجيا»، الذي تتبناه جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، تسهم في إعداد جيل من المتخصصين والباحثين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، بما يدعم رؤية الإمارات في أن تكون مركزاً رائداً للابتكار التكنولوجي، كما ذكر في موقع الجامعة الرسمي.
-
عام المجتمع.. نحو تمكين مستدام لجيل المستقبل
رعاية المواهب.. استثمار في المستقبل المشرق
لا يقتصر «عام المجتمع» على تطوير المهارات فحسب، بل يمتد ليشمل رعاية المواهب الشابة وتمكينها من تحقيق أقصى إمكاناتها.
في هذا السياق، يلعب مجلس رعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم دوراً محورياً في تحديد ورعاية الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات، الأكاديمية والفنية والرياضية، بحسب ما ورد في البوابة الرسمية لحكومة الإمارات العربية المتحدة. يتم توفير برامج إثرائية خاصة لهؤلاء الطلاب، وربطهم بالخبراء والموجهين، وتوفير البيئة المناسبة لتنمية قدراتهم الفريدة.
كما تُعد مبادرات مؤسسة الإمارات للشباب منصة هامة لتمكين الشباب الإماراتي، حيث توفر لهم فرصاً للمشاركة في برامج تدريبية، وتطوعية، وريادية. هذه المبادرات لا تقتصر على دعم المشاريع الشابة، بل تعمل أيضاً على بناء القدرات القيادية لديهم وغرس قيم المسؤولية المجتمعية. ومن الأمثلة البارزة في هذا المجال برنامج «إنجازات» الذي يدعم المشاريع الشبابية المبتكرة ويوفر لهم الإرشاد والتمويل اللازمين لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس، بحسب ما ذكر في موقع INJAZ UAE المرتبط بمؤسسة الإمارات للشباب.
وفي خطوة نوعية لتعزيز الإبداع، أطلقت هيئة الإعلام الإبداعي مبادرة «مشاريع المجتمع الإبداعي» الهادفة إلى رعاية المواهب الإبداعية في إمارة أبوظبي، ومنحها فرصة اكتساب المعرفة من الخبراء في هذا المجال، بحسب ما ورد في الموقع الرسمي لهيئة الإعلام الإبداعي. وتواصل الهيئة ولجنة أبوظبي للأفلام تقديم المبادرات المبتكرة التي تدعم التطور المستمر في البيئة الإبداعية في أبوظبي، من خلال دعم المواهب المحلية، كما ذكر في موقع اللجنة الرسمي.
تشجيع الابتكار.. محرك النمو الشامل والمستدام
يُعد الابتكار حجر الزاوية في استراتيجية الإمارات لتحقيق النمو الشامل والمستدام، خاصة في قطاعات المستقبل مثل ريادة الأعمال والصناعات الناشئة.
قامت الحكومة الإماراتية بتهيئة بيئة جاذبة للابتكار، من خلال إطلاق مناطق حرة متخصصة مثل مدينة دبي للإنترنت ومدينة مصدر في أبوظبي، والتي توفر بنية تحتية متطورة، وحوافز مالية، وإطاراً تنظيمياً مرناً يدعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا والابتكار، بحسب ما ورد في الموقعين الرسميين لكلتا المدينتين. هذه المناطق لا تقتصر على استقطاب الشركات العالمية، بل تعمل أيضاً على احتضان ورعاية المواهب المحلية، وتوفير حاضنات أعمال ومسرعات للمشاريع المبتكرة.
-
عام المجتمع.. نحو تمكين مستدام لجيل المستقبل
بالإضافة إلى ذلك، تضطلع صناديق الابتكار الحكومية بدور حيوي في تمويل المشاريع البحثية والتطويرية في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة. على سبيل المثال، يعمل صندوق محمد بن راشد للابتكار (MBRIF)، الذي تتولى وزارة المالية الإشراف عليه، على دعم المبتكرين والشركات الناشئة في القطاعات ذات الأولوية في استراتيجية الإمارات للابتكار، مثل الصحة، المياه، الطاقة المتجددة، والنقل، كما ورد في موقع وزارة المالية الإماراتية.
كما يعمل مسرع دبي للمستقبل على ربط الشركات الناشئة مع الجهات الحكومية لمواجهة التحديات المستقبلية، وتقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة وتطوير الخدمات، بحسب ما ذكر في موقع مسرعات دبي للمستقبل.
هذه الجهود المتكاملة في تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار لا تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي فحسب، وإنما أيضاً تسعى إلى بناء مجتمع حيوي ومتمكن، قادر على مواجهة التحديات واغتنام الفرص في عالم دائم التغير.