وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرات شديدة اللهجة إلى أكثر من 100 دولة، ملوحا بعودة رسوم جمركية مرتفعة ما لم تبرم اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة قبل حلول الموعد النهائي المحدد في 9 تموز / يوليو الجاري.
وجاءت التصريحات على لسان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" ، أن واشنطن باتت على وشك توقيع عدة اتفاقات تجارية جديدة مع عدد من الدول، في محاولة لتفادي فرض تعريفات قد تكون "أعلى بكثير" من المستوى الحالي.
وأوضح بيسنت أن الرسوم الجديدة سبق أن تم تحديدها في الثاني من أبريل/نيسان الماضي، لكن تم تعليقها مؤقتًا حتى بداية يوليو، في انتظار نتائج المفاوضات الجارية. وقال: "الرئيس ترامب سيبعث برسائل مباشرة إلى تلك الدول، مفادها: إذا لم تتحركوا الآن، فسنعود لتطبيق الرسوم المقررة بدءًا من 1 آب / أغسطس".
اظهار أخبار متعلقة
وحذر بيسنت من أن بعض الدول التي تتفاوض مع الولايات المتحدة "بحسن نية" قد لا تكون في مأمن من هذه الرسوم، في حال لم يتم التوصل لاتفاق ملموس قبل الموعد النهائي، وأكد أن قرار تمديد المهلة أو منح استثناءات يظل في يد الرئيس ترامب وحده.
هذه التصريحات تأتي في وقتٍ تشهد فيه التجارة العالمية توترًا متزايدًا على خلفية توجهات ترامب الحمائية، التي يسعى من خلالها إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي، ودفع الشركاء التجاريين لتقديم تنازلات تصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي.
وتخوض دول عدّة، من بينها حلفاء تقليديون للولايات المتحدة مثل اليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، مفاوضات مكثفة في محاولة لتجنّب الدخول في صراع تجاري واسع النطاق.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب تقارير من مؤسسات تجارية دولية، فإن العودة إلى الرسوم المرتفعة قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل الإمداد العالمية، وتخلق بيئة غير مستقرة للمستثمرين، خصوصًا مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية نهاية هذا العام، والتي يسعى ترامب للفوز بها مستندًا إلى وعود بـ"إنعاش التصنيع الأمريكي" وحماية الاقتصاد الوطني.
وتعليقًا على هذه التطورات، حذر اقتصاديون من أن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلك الأمريكي نفسه، كما قد تُقابل بإجراءات انتقامية من الشركاء التجاريين المتضررين.