تحتفل منصة الفيديو الأشهر في العالم، يوتيوب، هذه الأيام بمرور عقدين كاملين على تحميل أول مقطع فيديو على خوادمها، في فرصة لمعرفة أول فيديوهات نُشرت على يوتيوب، ويعود أولها إلى 23 من شهر أبريل لعام 2005، وقام بنشره أحد مؤسسي المنصة.
أول فيديو على يوتيوب
ففي التاريخ المذكور سلفًا، قام جاويد كريم، أحد مؤسسي المنصة، بتحميل مقطع فيديو بسيط بعنوان Me at the Zoo أو “أنا في حديقة الحيوان”، ليبدأ بذلك رحلة المنصة التي غيرت شكل استهلاك المحتوى المرئي وصناعة الترفيه عبر الإنترنت بشكل جذري.
لم يكن مقطع “أنا في حديقة الحيوان” سوى لقطة عفوية مدتها 19 ثانية لجاويد كريم أمام أقفاص الأفيال في حديقة حيوان سان دييجو، يتحدث فيها ببساطة عن طول خراطيمها.
لم تكن هناك مؤثرات بصرية أو صوتية متقنة، ولا مونتاج احترافي، فقط لحظة شخصية عابرة تم التقاطها ومشاركتها.
وفي نفس اليوم، تم تحميل مقطع آخر بعنوان “مهاراتي في التزلج على الجليد”، وهو مقطع فكاهي قصير أيضًا مدته 10 ثوانٍ، ويُظهر محاولة فاشلة للتزلج، وكان كبداية تأسيس لنوعية الفيديوهات العفوية المضحكة، التي لاقت رواجًا كبيرًا لاحقًا على المنصة.
وفي اليوم التالي، 24 أبريل 2005، ظهر مقطع بعنوان tribute، ومدته 5 ثوانٍ فقط، يصور شخصًا يقفز على جدران ممر.
هذه المقاطع الثلاثة الأولى، رغم بساطتها الشديدة ورداءة جودتها بمعايير اليوم، مثلت جوهر فكرة يوتيوب الأولية، كمنصة متاحة للجميع، يمكن لأي شخص من خلالها تحميل ومشاركة لحظات من حياته، مهما بدت عادية أو بسيطة، دون الحاجة لخبرة تقنية أو معدات باهظة الثمن.
الاحتفال بمرور 20 عامًا
على مدار العقدين الماضيين، شهد يوتيوب تحولًا هائلاً، لم يعد مجرد منصة لحفظ الفيديوهات العفوية القصيرة، بل أصبح منصة ضخمة تحتضن محتوى احترافيًا ومتنوعًا بشكل لا يصدق.
ظهر منشئو محتوى متخصصون يقدمون برامج تعليمية مفصلة، ومراجعات متعمقة، ومدونات فيديو متقنة، وإنتاجات ضخمة تحاكي جودة الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، يقودهم نجوم صناعة المحتوى الذين حولوا يوتيوب إلى صناعة بحد ذاتها.
عودة الفيديوهات القصيرة
بشكل مثير للاهتمام، وبينما كان يوتيوب يتجه نحو المحتوى الأطول والأكثر تعقيدًا، ظهرت منصات أخرى لتعيد إحياء الفيديو القصير جدًا، مثل منصة Vine التي انطلقت عام 2012 اكتسبت شعبية بمقاطعها المتكررة ذات الـ 6 ثوانٍ، قبل أن تغلق أبوابها في 2017.
ثم جاء تيك توك بعد اندماجه مع Musical.ly؛ ليصبح الظاهرة العالمية المهيمنة في عالم الفيديو القصير.
هذا النجاح الساحق دفع المنصات الكبرى للرد بخدمات مشابهة، بما في ذلك يوتيوب نفسه، فأطلق انستجرام ميزة الريلز في 2020، وتبعه يوتيوب بإطلاق ميزة شورتس في 2021، ليعيد بذلك تبني شكل الفيديو القصير الذي انطلق منه أساسًا.
اليوم، وبعد مرور 20 عامًا، يقف يوتيوب كعملاق إعلامي يجمع بين المحتوى الطويل الاحترافي والمقاطع القصيرة سريعة الانتشار، مواصلًا رحلته المذهلة التي بدأت بمقطع فيديو بسيط أمام قفص الأفيال.