#أخبار الموضة
زهرة الخليج اليوم
يعرفها معظم العاملين بمجال الموضة والأزياء والتصميم حول العالم، فهي صاحبة بصمات مهمة، وأثر كبير في كل هذه المجالات، خاصةً أنها قادمةٌ من بلاد يعتبرها العالم أجمع مهداً للموضة، وصناعة الأزياء، والعلامات التجارية الكبرى.
فمن إيطاليا إلى العالمية، اشتهرت ستيفانيا فالنتي بعملها المميز في مجالَي: الموضة، والتعليم الإبداعي، ما أهلها لشغل مناصب كبرى ومهمة في شركات ودور أزياء متعددة، وصولاً لتصبح أول امرأة عبر التاريخ، تُعيَّن في منصب المديرة العامة لمعهد «مارانغوني». وعملت، منذ توليها هذه المهمة عام 2019، على التوسع في المعهد، وافتتاح فروع جديدة له، كان من ضمنها فرعان في دبي والرياض، الأمر الذي جعلها قريبة من المرأة العربية عموماً، والخليجية خصوصاً.
-
معهد مارانغوني
ولأنها واحدةٌ من أبرز المدافعات عن دور النساء، وأهميته في الصناعات الإبداعية؛ فقد سعت إلى تأهيل وتدريب وإبراز المصممات الشابات في منطقة الخليج العربي، لأن البيئة في بلدانهن مثالية لتطوير قدراتهن. وعلى هامش زيارتها الأخيرة إلى دولة الإمارات، التقت «زهرة الخليج» ستيفانيا فالنتي؛ فكان لنا معها الحوار التالي:
- ما هدف معهد «مارانغوني» من تدريب مصممي الأزياء الجدد بمنطقة الخليج، لا سيما في السعودية؟
يُعد توسّعنا في منطقة الخليج العربي خطوة استراتيجية، نهدف من خلالها إلى دمج أساليبنا التعليمية العالمية في مجال الأزياء مع الإرث الثقافي الغني لهذه المنطقة. كما نسعى إلى تحفيز المصممين والعاملين بمجال صناعة الأزياء وتصميمها، ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم من خلال تأمينهم بأدوات تمكنهم من المنافسة على المستوى الدولي.
- ما التحديات التي تتوقعين مواجهتها، خلال هذا التوسع؟
من أبرز التحديات، التي نواجهها، مراعاة ثقافة المنطقة، فلا بد من احترام التقاليد المحلية، والعمل على دمجها بسلاسة مع رؤيتنا ومعاييرنا العالمية. كما يُعد فهم احتياجات السوق الخليجي أمراً محورياً، وذلك من خلال دراسات معمّقة، تشمل: اتجاهات الأزياء في المنطقة، وسلوك المستهلك. إلى جانب ذلك، فإن بناء شراكات محلية قوية، ومعرفة كيفية التعامل مع الأطر التنظيمية في المنطقة، يُشكلان عاملين أساسيين لضمان نجاحنا. أما العنصر الأهم في تجاوز هذه التحديات، فهو تعزيز التبادل الثقافي، وإيجاد تكامل فعّال بين المصممين القادمين من خلفيات متنوعة.
- هل هناك خطة للتوسيع؛ ليشمل هذا التدريب دولًا أخرى في العالم العربي، لا سيما الخليج؟
لا توجد، حالياً، أي خطط للتوسع خليجياً، ونعتقد أن وجودنا في السعودية، ودبي، يساعدنا - بشكل كبير - على بناء شراكات محلية قوية في الوقت الحالي.
-
ستيفانيا فالنتي
- هل يسهل وجود المعهد، هنا، التعاون بين المصممين العالميين ونظرائهم العرب.. محترفين وناشئين؟
نحن نعمل على أن تكون مناهجنا ملائمة لاحتياجات السوق الخليجي، ونسعى لهذا الأمر من خلال مزج إرث المنطقة باتجاهات الأزياء العالمية المعاصرة، وابتكار تصاميم جديدة من خلال هذا المزج. وبكل تأكيد، إن هذا التوسع يتيح العديد من الفرص، من بينها منح المصممين المحليين فرصة الحصول على انتشار دولي، من خلال شبكتنا العالمية. كما أن دمج التراث الخليجي بالأزياء العالمية، سيؤدي، حتماً، لوجود ابتكارات جديدة، تمتلك القدرة على الانتشار عالمياً. كما أننا نسعى إلى صنع تآزر حقيقي بين المصممين من خلفيات ثقافية متنوّعة، ما يسهم في تعزيز تبادل الأفكار والإبداع على المستوى العالمي. وفي ظل التحول المتزايد للعلامات التجارية نحو الطابع العالمي، تبرز أهمية دمج وجهات النظر والمواهب المختلفة، ويُمثّل هذا التوسع خطوة تأسيسية نحو تعاون مستقبلي، يُمكّن المصممين من الجمع بين تراثهم الثقافي الفريد، واتجاهات الموضة العالمية.
- بعد مسيرة مهنية غنية، انضممت إلى «غاليليو»، فما الذي تُضيفه هذه المجموعة إلى صناعة الأزياء والجمال عالمياً؟
مجموعة «غاليليو» من القادة البارزين في مجال التعليم العالي على مستوى العالم، وتستثمر بشكل كبير في ترسيخ ثقافة اكتشاف المواهب، وتدريبها ورعايتها، بهدف توفير فرص عمل بمختلف المجالات، وبأعلى مستوى. وتسهم المجموعة في تطوّر صناعة الأزياء والجمال من خلال دعم المؤسسات التعليمية، وحثها على نشر ثقافة تركّز على تدريب المديرين والمواهب الإبداعية، وتقديم أفضل الفرص لهم.
- ما سر النجاح في عالم الأزياء؟
النجاح في عالم الأزياء له جوانب متعددة. ومن خلال تجربتي الطويلة، أدركت أهمية ابتكار منتجات وخدمات تتميّز بالتفرّد. وقد ساعدتني خلفيتي في علم العلامات (السيميائيات)، والتسويق، على فهم هذا الجانب جيداً. فالفضول، والعمل المنهجي، واختيار الفريق المناسب عناصر أساسية للنجاح. وفي حال توفرها، يصبح النجاح ممكناً لأي شخص.
- بعد سنوات طويلة في إيطاليا.. كيف حافظ الإيطاليون على مكانتهم العالمية رواداً في مجال الموضة؟
نجاح إيطاليا في صناعة الأزياء ليس لأن الأزياء صنعت في إيطاليا فحسب، وإنما أيضاً للخصائص الفريدة للسوق الإيطالي، كما أن إيطاليا قائد الرفاهية في العالم، ليس في الموضة فقط، وإنما في الكثير من القطاعات. ويعتمد نموذج النجاح الإيطالي على وجود أقاليم متخصصة، مثل تلك المتخصصة في الأحذية، والنظارات، والمنسوجات، والحرير. وطورت هذه الأقاليم خبرات عمودية محددة على مدار قرن من الزمن، وتناقلت هذه الخبرات عبر الأجيال، لذلك يصعب استنساخ النموذج الإيطالي، أو نقله إلى دولة أخرى.
- ما الاتجاهات الأساسية، التي ستُشكّل مستقبل الموضة بالسنوات القادمة، خاصة في ظل تفضيلات الأجيال الشابة؟
أصبحت الأجيال الشابة تبحث عن منتجات فريدة، تجمع بين التميز والسعر المعقول، كما أنها تمتلك وعياً متزايداً بالاستدامة، وتتوقع من العلامات التجارية أن تكون صادقة، وشفافة، وجديرة بالثقة، لذا فإن العلامات التي تستطيع تلبية كل هذه التطلعات ستكون الأقدر على الاستمرار، وتحقيق النجاح في المستقبل.
- بات عدد كبير من المصممين يعتمدون على المشاهير لترويج علاماتهم.. هل هذا الأمر يؤثر في فرادة وجمال التصاميم نفسها؟
إن تأثير استخدام المشاهير في ترويج الأزياء يعتمد على العلامة التجارية، والشخصية التي يتم اختيارها سفيراً لها. تاريخيًا، تختار العلامات التجارية مشاهير يجسّدون جوهرها وثقافتها. المهم هو ضمان وجود صلة قوية بين العلامة والشخصية، تعزز رسالة العلامة، بدلاً من أن تطغى عليها.
- في عصر السرعة ومواقع التواصل الاجتماعي.. هل لا تزال عروض الأزياء الحية تحتفظ بأهميتها؟
نعم، لأنها تمثّل منصة لعرض المجموعات أمام الشركاء، ووسائل الإعلام، والمشترين. لكن شكل العرض قد يختلف، وفقاً للرسالة التي ترغب العلامة التجارية في إيصالها، وبعض العلامات باتت تعتمد على الأحداث الرقمية، أو العروض الفنية لترويج مجموعاتها. لكن الأهم، دائماً، هو أن يتماشى شكل العرض مع هوية العلامة ورسالتها، ما يعزز الاتساق والثقة مع المجتمع المحيط بها.