زعيم عشيرة في الأنبار... كويتي «مادة أولى»!

2 days ago 2

- جهود كبيرة للشيخ فهد اليوسف في التنسيق مع السلطات العراقية
- عراقي حصل في 1965 على الجنسية بشهادة شهود أن أباه تواجد في الكويت قبل 1920
- أحضر 5 إخوة تباعاً ليحصلوا على الجنسية الكويتية بنفس الطريقة بناءً لملفه
- أخ حضر إلى الكويت سنة 1973 وادعى أنه كان يعيش في البادية قبلها
- نواب في حقبة السبعينات شهدوا للإخوة بأنهم أبناء أب كويتي
- المزوّر الأول غادر الكويت في 1982 تاركاً زوجته وأبناءه واستقر في الأنبار
- ‏مباحث الجنسية كشفت أنّ المدعي كويتي وابن كويتي... «شيخ عشيرة»
- تحريات مباحث الجنسية توصّلت إلى أن المزوّر مات مقتولاً في العراق قبل نحو 15 عاماً
- البصمة الوراثية لأحد أبناء المزوّر من زوجته العراقية كشفت أنهم إخوة الأبناء في الكويت
- وثيقة لضابط ارتباط كويتي كان في السفارة في أبوظبي سنة 1992 كانت بداية الخيط
- الوثيقة كشفت أن المزوّر الأول عراقي بعثي ودخل الكويت أثناء الغزو مع الجيش الشعبي
- سحب جناسي 164 شخصاً من توابع الملف بينهم زوجات مادة 8 سحبت منهن سابقاً

‏قضية معقدة لكن طلاسمها لم تعجز عنها السلطات الكويتية، وتكشّفت كل الخبايا التي أخفتها السنوات الماضية عبر تعاون مشترك بين قطاعات الكويت الباسلة من أمن دولة واستخبارات عسكرية ومباحث الجنسية.

الحكاية: رجل حصل على الجنسية الكويتية وفقاً للمادة الأولى سنة 1965 مستنداً في ذلك إلى شهادة شهود شهدوا له بتواجد والده في الكويت قبل سنة 1920، ما يعني أن أباه كويتي بالتأسيس، وبالتالي هو ابنه مستحق الجنسية وفقاً للمادة الأولى.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن رجال مباحث الجنسية، وبحسب ما توصلوا إليه من نبش في ملفات الماضي وإزاحة لغبار التزييف لكشف الحقائق المخفية من المعلومات، عندما تقدم هذا الشخص آنذاك (سنة 1965) إلى اللجنة المعنية سألوه في اللجنة: «أين والدك؟»، وهنا زعم المتقدم أن والده قد توفي.

‏وسئل أيضاً: هل لديك إخوة؟

‏فقال: لا.

‏وسألوه: وماذا عن أعمامك إخوة أبيك؟

‏فقال: ليس لديّ أعمام.

‏وقد تجنس هذا المتقدم بناءً على شهادة الشهود.

‏هل انتهت هنا الحكاية التي بدأت قبل 60 عاماً بالضبط؟ لا لم تنتهِ. فهذا المزوّر بعدما اطمأن إلى وضعه، أتى بأحد إخوانه إلى الكويت سنة 1970، وأتى بشهود شهدوا له من جديد أن من جاء اليوم هو أخوه - وهو بالفعل أخوه ولكنهما ليسا كويتيين - وحصل الأخ على الجنسية وفقاً للمادة الأولى بناءً على ملف أخيه.

‏هل اكتفى المزوّر بذلك؟ أم كان مثل النار تطلب المزيد؟

‏«الحياة حلوة في الكويت، والخير وايد»، وما إن بدأت سنة 1973 حتى جاء بأخ جديد ليضمه إلى ملفه ويجنسه وفقاً للمادة الأولى.

‏ولكن، كيف برّر الأخ الجديد غيابه؟ ببساطة ادعى كذباً أنه كان في البادية، والآن يريد الحصول على الجنسية التحاقاً بإخوته.

‏وجاء الإخوة له بشهود شهدوا له أنه ابن ذلك الرجل الذي تواجد في الكويت قبل سنة 1920، وحصل على الجنسية.

‏وتكرّر السيناريو نفسه، حتى صار الإخوة خمسة وهو سادسهم، كلهم حصلوا على شهادات الجنسية وفقاً للمادة الأولى.

‏والمؤسف حسب المصادر أن من شهدوا لهم كانوا أعضاء في مجلس الأمة خلال حقبة السبعينات!

‏ومرت السنوات، حتى جاءت سنة 1982 عندما قرّر الأخ الأكبر (أول من حصل منهم على الجنسية ثم تجنّس الإخوة الخمسة على ملفه) ترك الكويت والعودة إلى منبعه الحقيقي... فأين ذهب؟

‏لقد توجه إلى العراق حيث كان في الحقيقة عراقياً، وتوجه إلى محافظة الأنبار منبته الأصلي، تاركاً أبناءه وزوجته في الكويت ليبدأ حياة جديدة في (العراق - الأنبار) حيث تزوّج واستقر وأنجب أبناء، ومنذ تلك المغادرة (سنة 1982) لم يعد إلى الكويت.

هذا الملف الشائك الصعب المعقد، فككت إدارة مباحث الجنسية تفاصيله لتجد الحقيقة الصادمة.

‏فهذا المدعي أنه كويتي وابن كويتي عاش في الكويت قبل سنة 1920، تبين في الحقيقة أنه (شيخ عشيرة)، وتم التوصل إلى اسمه الحقيقي، وتبين كذلك أنه مات مقتولاً في العراق قبل نحو 15 عاماً.

رجال مباحث الجنسية الذين فككوا طلاسم هذا التزوير القديم، حصلوا على شهادة وفاة العراقي المدعي، وتمكنوا من الوصول إلى أحد أبنائه من زوجته العراقية، بل وأخذ منه بصمة وراثية، وتم استدعاء إخوانه في الكويت وأجروا عليهم كذلك فحوص البصمة الوراثية ومطابقتها، ليتبين يقيناً قرابته لهم وأنهم إخوة، وبالتالي فإن أبناء أول المزوّرين على هذا الملف هم إخوانه من الأب، علماً أنه يحمل جواز سفر عراقياً يبين اسمه الحقيقي.

‏وبينت المصادر لـ«الراي» أن فك طلاسم هذا الملف المعقد كان ثمرة تعاون مثالي بين قطاعات أمنية كويتية متعددة تحت توجيه رئيس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف الصباح.

‏وقد تم العثور على وثيقة كتبها ضابط ارتباط كويتي كان في سفارة الكويت في أبوظبي سنة 1992 كانت بداية الخيط لكشف هذه السلسلة من عمليات التزوير والادعاء، حيث كشفت الوثيقة أن المزور الأول من الإخوة الخمسة، هو عراقي وتابع لحزب البعث، وأنه رغم مغادرته الكويت سنة 1982 إلا أنه دخل الكويت أثناء الغزو العراقي مع الجيش الشعبي.

‏وتزودت إدارة مباحث الجنسية بكل المعلومات اللازمة من جهاز أمن الدولة الكويتي الذي بيّن لهم المعلومات عنه وعن موته وعن حالته كزعيم عشائري في العراق.

‏وقالت المصادر إن الشيخ فهد اليوسف، بذلَ ويبذلُ جهوداً كبيراً في التنسيق مع السلطات العراقية، وتأكدت المعلومات والبيانات الرسمية أن الأخ الأول الذي استخرج الجنسية الكويتية تزويراً وتم تجنيس إخوته الخمسة لاحقاً وتوابعهم على ملفه كان عراقياً ومولوداً في العراق بمحافظة الأنبار.

‏وبيّنت أنه وبناءً عليه خلصت اللجنة العليا إلى سحب الجنسية منه ومن كل مَن تجنّس بناءً عليه من إخوة وتوابع لهم ليكون المجموع 164 شخصاً، من بينهم زوجات بعضهن حصلن على الجنسية وفق المادة الثامنة، وكانت الجنسية قد سحبت منهن في وقت سابق.

شهادة زور للمزور

‏أحد الإخوة الخمسة الذين تجنسوا على ملف أخيهم الأول، تبين أنه سبق أن أدلى بشهادته لشخص بأنه كويتي وحصل على الجنسية بناء على شهادته، وهذا الشخص أيضاً كان جنسيته قد سحبت منه قبل شهور عدة ضمن حالات التزوير التي يتم كشفها.

اذهب للمصدر