#مقالات رأي
نسرين فاخر اليوم
في أغسطس من كل عام، تفتح الإمارات نوافذها للاحتفاء بشريكة الإنجازات والتطور (المرأة الإماراتية).. تلك التي حملت - منذ بداياتها - إرث البحر والصحراء، وصوت النّهام الذي كان يرافق البحارة بين وداع وانتظار. واليوم، تقف ابنة الإمارات شاهدة على التحولات الكبرى التي شهدها الوطن.
لم تكن المرأة - في بلادنا - قصة تمكين عابرة، بل عنوان نهضة، وحارسة للأمل الذي يضيء الدروب نحو المستقبل. فمن الطب والتعليم إلى العلوم والفضاء، ومن السياسة والفنون إلى التراث والأدب والقضاء، ومن ريادة الأعمال إلى الابتكار والعمل المجتمعي.. رسخت الإماراتية حضورها في شتى الميادين، ووسعت - بذلك - مفهوم الحياة نفسه!.. لهذا نقول دائمًا: «إذا أردت أن تقرأ حضارة أمة، فانظر إلى مكانة المرأة فيها».
لقد كان فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، البذرة الأولى التي أنبتت هذا الحضور المتألق للمرأة في الميادين كافة. وجاء نهج القيادة الرشيدة من بعده؛ ليترجم هذا الفكر إلى سياسات وتمكين حقيقي، متوجًا بمبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، التي خصصت، في 30 نوفمبر 2014، يوم 28 أغسطس من كل عام؛ ليكون يومًا للمرأة الإماراتية؛ اعترافًا بجهودها، وإنجازاتها!
منذ تأسيس «الاتحاد النسائي العام» عام 1975، أثبتت المرأة الإماراتية أنها شريك لا غنى عنه في مسيرة البناء والتقدّم. ولهذا، يأتي يوم المرأة الإماراتية كوقفة تقدير وعرفان لكل امرأة في هذا الوطن: لكل أم ربّت، ولكل معلمة أنارت درب الأجيال، ولكل رائدة أعمال قادت مشروعًا يفاخر به الوطن، ولكل موظفة وقيادية ساهمت في ازدهار المؤسسات.
في هذا المشهد، تظل كلمات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) ملهمة لنا جميعًا: «كل امرأة إماراتية هي أم للوطن، تربي وتبني وتصنع الفرق في كل بيت، وكل مؤسسة، وكل موقع عمل».. هكذا اختصرت سمو «أم الإمارات» حكاية شعب بأكمله، وشراكة متينة لا تهتز.
وفي هذا اليوم، نقولها بصوت عالٍ: «شكرًا لكل امرأة إماراتية.. لأنكِ القلب الذي لا يتعب، واليد التي لا تكلّ، والنبض الذي لا ينطفئ».
إن المرأة في الإمارات ليست فقط حارسة للتراث والحكايات والموروث الشعبي، لكنها أيضًا صانعة المستقبل. ويكفي أن نقيس تقدم الأمم من خلال حضور المرأة فيها. وهنا في الإمارات، حضورها راسخ ومثمر، فعنوانه التوازن والتكامل مع الرجل، شريكها في صناعة الغد.
تحية محبة وإعزاز لكل النساء: الأم، والجدة، والفتاة، وربة البيت، والموظفة، والقيادية، والمعلمة. وتحيتنا أيضًا للرجل، شريك الطريق، في وطن يبني للغد بإرادة الجميع.
وفي «زهرة الخليج»، نواصل التزامنا برصد قصص النجاح، والابتكار، وكل ما يضيء مسيرة المرأة الإماراتية؛ فجاء هذا العدد ليكون تحيةً واحتفاء بكنّ.. فأنتنّ عنوان الحاضر، وركن المستقبل!