«جمعة» العيد... فريضة؟

1 day ago 3

- محمد الشريف: بدعة قبيحة ترغيب الناس بالتخلف عن «الجمعة»
- عبدالرحمن الجيران: من فاتته صلاة العيد تجب عليه «الجمعة»
- بسام الشطي: الأفضل أن يؤدي المسلم الصلاتين
- أحمد حسين: الأفضل والأرجح حضور«الجمعة»
- أمين النصار: جواز إقامة الصلاتين والمكلف بالخيار

اختلاف قديم متجدد في الرأي، يظهر مع حلول الوقوف في عرفة يوم الخميس، ومن ثم تزامن أول أيام عيد الأضحى مع يوم الجمعة، حول وجوب صلاة الجمعة لمن أدى صلاة العيد. وفي وقت أكد فيه عدد من أساتذة الشريعة لـ«الراي» أن «من صلى العيد يجب عليه حضور صلاة الجمعة»، قال آخرون «رخّص النبي صلى الله عليه وسلم لمن حضر صلاة العيد أن يترك صلاة الجمعة».

وجوب

البداية كانت مع العميد الأسبق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف، الذي أكد لـ«الراي» أن «صلاة الجمعة فريضة بنص القرآن الكريم، وما ورد في السنة النبوية الشريفة القولية والفعلية، بإجماع الصحابة ومن بعدهم، بينما صلاة العيد سنة مؤكدة، لذا يرى جمهور العلماء أن من صلى العيد يجب عليه حضور صلاة الجمعة، ومن تخلف عنها أثم».

وأضاف الشريف أن «الحنابلة ذهبوا، في الراجح عندهم، إلى أن من صلى العيد جاز له التخلف عن صلاة الجمعة، إلا الإمام ومن تنعقد بهم الجمعة (أي أربعين رجلاً) ويرون الأفضل ألا يتخلف عنها من يخاطب بها، خروجاً من خلاف الفقهاء، ولأنه لا يعلم من يتخلف عنها فقد يكون هو ممن تنعقد بهم الجمعة»، مشيراً إلى أن «من البدع القبيحة أن نسمع الخطباء يرغبون الناس بالتخلف عن صلاة الجمعة على المنابر، على عكس ما كان عليه حال السلف، هدانا الله إلى سواء السبيل».

رخصة

أما الدكتور عبدالرحمن الجيران، فأكد لـ«الراي» أن «اجتماع العيدين (الجمعة والأضحى المبارك) أتت فيه عدة أحاديث»، لافتاً إلى أن «النبي صلى الله عليه وسلم رخص لمن صلى العيد ألا يصلي الجمعة، وقد حدث ذلك في عهد النبي وأدى الصلاتين (العيد والجمعة) لأنها فضيلة من الفضائل، واللائق في حقه صلى الله عليه وسلم الأكمل من العبادات، كما تكرر ذلك في عهد الصحابة، وفعلوا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم».

وقال الجيران إن «من فاتته صلاة العيد تجب عليه صلاة الجمعة، ومن صلى العيد فصلاة العيد تجزئه عن الجمعة، لكن عليه صلاة الظهر في جماعة مع أهل بيته أو في أي مكان كالمزرعة»، مضيفاً «على أئمة المساجد أن يقيموا صلاة الجمعة ويصلوها بمن حضر، وإن كان عددهم قليلاً». وأشار إلى أنه «لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى جمعة أو عيداً في أسفاره، مع أنه كان كثير الأسفار».

الأفضل

وفي السياق ذاته، قال أستاذ العقيدة الدكتور بسام الشطي لـ«الراي»، إن «الأفضل لمن صلى العيد أن يصلي الجمعة أيضاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العيد ويصلي الجمعة جميعاً، كما ثبت ذلك عنه في الأحاديث الصحيحة. وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم لمن حضر صلاة العيد أن يترك صلاة الجمعة، فقال (من شاء أن يصليها فليصلِّ، ومن شاء أن يرجع فله ذلك)، فدلّ ذلك على أن ترك الجمعة لمن صلى العيد جائز، ولكن الأفضل هو أداؤها».

وتابع«من صلَّ الجمعة مع الناس نال أجرها وفضلها، واستمع إلى الخطبة، وهذا هو الأكمل والأفضل، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، أما من صلى العيد ولم يصلِّ الجمعة، واكتفى بصلاة الظهر، فقد أجزأه ذلك، وهو قولٌ صحيح دلّت عليه السنة».

بالخيار

إلى ذلك، قال الداعية أحمد حسين لـ«الراي»، «اختلف الفقهاء في وجوب صلاة الجمعة، والأشهر عند فقهاء الإمامية أن صلاة الجمعة واجبة تخييراً، بمعنى أنه يجوز للمكلف أن يصلي صلاة الظهر بدلاً عنها، لكن الأفضل والأرجح حضور الجمعة إذا وجدت شروطها، ويرى البعض الآخر من الفقهاء أن صلاة الجمعة واجبة تعييناً عند وجود حاكم الشرع أي الفقيه المجتهد المطلق الجامع للشرائط».

بدوره قال إمام مسجد السيدة خديجة بنت خويلد أمين النصار لـ«الراي»، إنه «إذا اتفق العيد والجمعة فمن حضر العيد وكان نائياً عن البلد كان بالخيار بين العودة إلى أهله والبقاء لحضور الجمعة، بمعنى جواز إقامة الصلاتين والمكلف بالخيار».

اذهب للمصدر