بقلم: يورو نيوز
نشرت في 05/06/2025 - 14:53 GMT+2
اعلان
عاشت قريتا بيت عانا والدالية في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، خلال الساعات الماضية، حالة من التوتر والاستنفار، عقب عمليات اقتحام مفاجئة نفذتها قوات الأمن العام، وأسفرت عن حرائق واسعة النطاق وخسائر بشرية ومادية، وسط صدمة السكان وقلقهم المتصاعد من مستقبلٍ يبدو أكثر اضطرابًا.
في بيت عانا، التهمت النيران عشرات المنازل، واحترقت مدرسة ومركز تجاري ونادٍ رياضي، في وقت يعاني فيه الأهالي من ظروف معيشية صعبة. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقط خلال العملية شابان قتلى، أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما عُثر على جثة شاب ثالث من قرية بطموش مصابة بطلق ناري، يُرجّح أنه قُتل في الحملة ذاتها.
أما في قرية الدالية، فقد امتدت ألسنة اللهب إلى ثلاثة منازل، وشهدت البلدة اعتقال عدد من الشبان بتهمة "الاشتباه الأمني"، قبل أن يُفرج عنهم لاحقًا. وعلى الرغم من انسحاب القسم الأكبر من القوات، إلا أن بعض الوحدات لا تزال متمركزة في بيت عانا.
وسط هذه الأجواء المشحونة، طالب أهالي القريتين بوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، محذرين من انزلاق المنطقة نحو سيناريوهات أمنية أكثر تعقيدًا. ووفقًا للمرصد، تم فرض حظر تجوال مساء أمس في بيت عانا والدالية، وسط انتشار مكثف للقوات الأمنية والعسكرية.
وأشارت مصادر محلية إلى أن التوتر بدأ عقب معلومات عن استهداف مبنى حكومي فارغ، تزامنًا مع عملية أمنية لاستلام مواقع كانت تخضع لسيطرة فصيل مسلح يُعتقد أنه يستعد للانسحاب. ووفقًا لشهادات من داخل القريتين، فإن الفصيل المنسحب يضم مقاتلين أجانب، ما دفع السلطات إلى تشديد الرقابة على المداخل ومراقبة التحركات الداخلية تحسبًا لأي خرق أمني.
تداعيات التصعيد لم تتوقف عند حدود القريتين، بل امتدت إلى بلدات وقرى أخرى في الساحل السوري، حيث سُجّل فرار عدد من الشبان إلى الأحراش والغابات المجاورة، في ظل تحركات عسكرية مفاجئة أثارت مخاوف السكان.
فقد شوهدت أرتال عسكرية ضخمة، تابعة للأمن العام ووزارة الدفاع، مجهزة بأسلحة ثقيلة، وهي تنطلق من ريف حماة باتجاه مناطق الساحل، دون أي إعلان رسمي عن الوجهة أو المهمة الموكلة لها، ما زاد من حالة القلق والغموض في أوساط المدنيين.
وفي تطور أكثر خطورة، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إعدام 13 مدنيًا من الطائفة العلوية في حادثتين منفصلتين بكل من دمشق وريف حماة.
في ريف حماة، قُتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاث نساء، بعد إطلاق النار على حافلة كانت تقلّهم قرب إحدى القرى، على يد عناصر من حاجز أمني. وأسفرت العملية أيضًا عن إصابة خمسة آخرين. في الوقت نفسه، هزّت انفجارات عنيفة المنطقة، نتيجة انفجار مستودع ذخيرة داخل كتيبة دفاع جوي بين قريتي متنين والربيعة، قرب مطار حماة العسكري، وهي منطقة مأهولة بالسكان.
أما في دمشق، فقد عُثر على جثث خمسة شبان أُعدموا ميدانيًا، فيما نُقل سادس مصابًا إلى مشفى المجتهد، ولا يزال سابع كان برفقتهم مفقودًا حتى اللحظة. وتشير المعلومات إلى أن الشبان كانوا في طريق عودتهم إلى حي عش الورور على متن سيارة "فان"، بعد انتهاء عملهم في أحد المطاعم.
عائلاتهم أفادت بأنهم كانوا في وضع جيد، وأُبلغوا بأن السيارة محتجزة لدى فرع الأمن الجنائي في حرستا، قبل يوم واحد فقط من الإعلان عن مقتلهم، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول الملابسات الحقيقية لما جرى.