تماضر الصباح: الكويت تمتلك مقومات استثنائية تؤهلها لترسيخ مكانتها الريادية في صناعة البتروكيماويات

12 hours ago 3

- تطوير صناعة البتروكيماويات خيار استراتيجي لدعم التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط

أكدت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر الصباح أن الكويت تمتلك مقومات استثنائية تؤهلها لترسيخ مكانتها الريادية في صناعة البتروكيماويات بدءا من ثروتها النفطية الغنية التي توافر المواد الخام الأساسية مرورا ببنيتها التحتية المتقدمة التي تضم مجمعات صناعية متكاملة ووصولا إلى الاستثمارات النوعية في البحث العلمي وتنمية الكوادر الوطنية المؤهلة.

وخلال حلقة نقاشية نظمتها الوزارة بعنوان (البتروكيماويات في الكويت)، شددت الشيخة تماضر الصباح على أن ما تملكه الكويت من مقومات في صناعة البتروكيماويات يعكس إيمان القيادة السياسية بأهمية بناء جيل قادر على قيادة هذه الصناعة الواعدة.

وأضافت أن وزارة النفط تؤمن بأن تطوير صناعة البتروكيماويات هو خيار استراتيجي لا غنى عنه فهي صناعة تحول الموارد الطبيعية إلى سلاسل إنتاجية متكاملة تدخل في صناعات حيوية مثل الأسمدة والبلاستيك والمنتجات الصيدلانية مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني ويدعم تنفيذ أهداف رؤية (كويت جديدة 2035) نحو اقتصاد مرن قائم على المعرفة والابتكار.

من جانبها قدمت مدير التخطيط الشامل في شركة صناعة الكيماويات البترولية وفاء العثمان خلال الحلقة عرضا شاملا حول واقع وآفاق قطاع البتروكيماويات محليا ودوليا، مشيرة إلى أن صناعة البتروكيماويات تسهم بدعم الناتج المحلي الإجمالي لدولة الكويت وغير النفطي بشكل خاص مما يعكس أهمية هذا القطاع كمصدر رئيسي للدخل الوطني.

وقالت العثمان إن صناعة البتروكيماويات عبارة عن مركبات قائمة على الكربون والهيدروجين بشكل أساسي، موضحة أن النفط والغاز الطبيعي ليسا مجرد مصادر للطاقة فحسب بل يشكلان مواد خام أساسية لإنتاج آلاف المنتجات الحيوية مثل البلاستيك والمطاط الصناعي والألياف والمنظفات ومستحضرات التجميل.

وبينت أن البتروكيماويات تستخدم على نطاق واسع في شتى مناحي الحياة وتعد ركيزة أساسية لصناعات متعددة بما في ذلك أكثر من 90 في المئة من المنتجات الاستهلاكية اليومية التي تحتوي على مكونات بتروكيماوية مباشرة أوغير مباشرة.

وإذ استعرضت تطور سوق البتروكيماويات العالمي، أشارت العثمان إلى أن الطلب عليها شهد نموا متصاعدا على مر التاريخ بفعل النمو السكاني والتوسع الصناعي، موضحة أن معدل نمو إنتاج البتروكيماويات على مدى العقود الخمسة الماضية تفوق على معدل نمو معظم السلع الاستهلاكية ومعدلات الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وأضافت أنه على الرغم من هذا النمو فإن السوق يعاني حاليا فائضا في الطاقة الإنتاجية نتيجة التوسع المفرط في آسيا لاسيما الصين حيث لم تواكب معدلات الاستهلاك تلك التوسعات وتفاقم الأمر مع قيام شركات عالمية بتخزين كميات كبيرة أثناء أزمة سلاسل التوريد بين عامي 2021 و2022 مما أدى إلى انخفاض الأسعار وصعوبة تحقيق أرباح كافية.

وأكدت أنه على الرغم من التحديات فإن سوق البتروكيماويات يعد سوقا حيويا وواعدا، مشيرة إلى أن حجمه قد تجاوز 650 مليار دولار منها أكثر من 40 في المئة تخص سوق الإيثيلين ومشتقاته فيما تستحوذ منطقة جنوب شرق آسيا علىأكثر من نصف المبيعات العالمية.

وذكرت العثمان في هذا السياق أن توقعات محللي السوق تشير إلى ارتفاع حجم الطلب على البتروكيماويات في مختلف مناطق العالم وبمعدل نمو سنوي يتجاوز 3 في المئة.

وأضافت أن الكويت أدت دورا محوريا في إرساء قواعد هذه الصناعة في المنطقة ضمن رؤية وطنية تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع يقلل من الاعتماد على النفط الخام.

وأكدت أن شركة صناعة الكيماويات البترولية التي تأسست عام 1963 وانضمت عام 1981 إلى مؤسسة البترول الكويتية تعد الذراع الرئيسية للدولة في هذا القطاع الحيوي.

وقالت إن (الكيماويات البترولية) تمتلك حزمة من الأصول التشغيلية والمشاركات العالمية بحصص إنتاجية تتجاوز 4 ملايين طن متري تشمل أصول تشغيلية في البلاد ومشاركات في دول مختلفة عالميا.

وذكرت العثمان أن صناعة البتروكيماويات تعتبر من القطاعات الرئيسية التي تسعى الكويت إلى تطويرها لدعم التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط وترتكز الرؤية على زيادة القيمة المضافة من خلال تطوير هذه الصناعة وتعزيز قدرتها التنافسية عالميا.

وشددت على أن الكويت تسعى إلى جذب استثمارات وتكنولوجيا متطورة في قطاع البتروكيماويات للمساهمة في تحقيق نمو مستدام وزيادة الإنتاجية من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص.

اذهب للمصدر