بقلم: يورونيوز
نشرت في 22/06/2025 - 12:30 GMT+2•آخر تحديث 14:41
اعلان
في تصعيد عسكري مفصلي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الأحد عن تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية استراتيجية هي: فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكداً أن العمليات حققت أهدافها بدقة عالية، وأن جميع الطائرات الأمريكية عادت سالمة إلى قواعدها.
وقال ترامب في خطاب مقتضب ألقاه من البيت الأبيض: "نفذنا هجوماً ناجحاً للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران. تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي في فوردو، الذي انتهى تماماً الآن. لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه أن يفعل هذا."
وأضاف: "المنشآت الإيرانية النووية دُمرت بالكامل. الهدف من هذه الضربات كان تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع أي تهديد نووي محتمل. الآن هو وقت السلام... يجب على إيران الموافقة على إنهاء هذه الحرب."
وحذر ترامب من أن الهجمات المستقبلية ستكون "أكبر بكثير" إذا لم تقبل إيران التفاوض، مشيراً إلى أن البنتاغون سيُعقِد مؤتمراً صحفياً لتقديم تفاصيل إضافية حول العملية.
الرد الإيراني: إطلاق 30 صاروخاً نحو إسرائيل
رغم احتدام المواجهة بين إيران وإسرائيل، لا تزال طهران تحتفظ بترسانة صاروخية متطورة تضم صواريخ كروز وأخرى فرط صوتية وباليستية، يتجاوز مداها أحياناً 2000 كيلومتر.
قالت وسائل إعلام إيرانية إن ضربات طهران على إسرائيل صباح الأحد تضمنت لأول مرة إطلاق صواريخ من طراز "خيبر"، ضمن المرحلة الثالثة من عملية "الوعد الصادق" وفق التسمية التي أعطيت للهجوم.
وجاء في الإعلام الإيراني: "الموجة العشرون من 'الوعد الصادق 3' تضمنت لأول مرة صواريخ من طراز 'خيبر'."
صواريخ خيبر
الصاروخ الباليستي "خيبر"، المعروف أيضا باسم "خرمشهر-4"، يُعد الجيل الرابع من سلسلة صواريخ خرمشهر محلية الصنع.
ويُعد صاروخ "خيبر" من أبرز إنتاجات منظمة الجوفضاء التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ويعمل بالوقود السائل، لكنه يتمتع بخصائص متقدمة تجعله من أكثر الصواريخ تطوراً في الترسانة الإيرانية.
ورغم حدة الضربات الإسرائيلية، لم تدخل البحرية الإيرانية بعدُ بشكل مباشر في المواجهة منذ بداية تبادل الاستهدافات بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية، ونقل الإعلام الأمريكي تقديرات مسؤولين في البنتاغون أن الرد الإيراني لم يكتمل بعد، وأن الساعات الـ48 القادمة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة التصعيد القادم.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن هناك موجتين من القصف الإيراني، الأولى ضمت 22 صاروخاً والثانية 5 صواريخ، شملتا مناطق من حيفا شمالاً إلى تل أبيب والقدس والبحر الميت.
وأكد المتحدث باسم "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" أن صفارات الإنذار دوت في 400 مدينة، فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن عدد المصابين ارتفع إلى 27 شخصاً.
كما أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن عمليات البحث ما زالت جارية عن عالقين تحت الأنقاض في تل أبيب جراء سقوط الصواريخ الإيرانية.
وصرّح المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3": "الهجوم الصاروخي استهدف مطار بن غوريون ومراكز التحقيقات البيولوجية والقيادة والسيطرة."
التأكيد الأمريكي والإسرائيلي على تدمير المنشآت النووية الإيرانية قابلته تصريحات تفيد بأن طهران استبقت الهجوم بنقل كمية اليورانيوم المخصب إلى مكان مجهول. فقد كشف مسؤول إيراني لوكالة "رويترز"، فإن معظم اليورانيوم عالي التخصيب قد تم نقله من منشأة فوردو إلى موقع غير مُعلن قبل الهجوم ما يعني أن ذلك يقلل من تأثير الضربات الجوية الامريكية التي استهدفت المنشأة.
هذه المزاعم عززها تقرير لصحيفة واشنطن بوست. إذ نشرت الصحيفة صوراً من الأقمار الصناعية تظهر نشاطاً غير عادي للشاحنات والمركبات في محيط منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأمريكي، حيث وثقت الصور وجود 16 شاحنة على طول الطريق المؤدي لموقع تحت الأرض.
كما أظهرت صور اليوم التالي تحرك معظم تلك الشاحنات شمال غرب فوردو وتمركزها قرب مدخل الموقع.
خيارات الردّ
وفي السياق، صرّح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، إسماعيل كوثري، بأن الجهات المعنية تدرس مجموعة من الردود المتعددة الأبعاد رداً على الضربات الأمريكية، من بينها:
- الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)
- دراسة إغلاق مضيق هرمز
- استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة
وقال كوثري: "الهجوم على القواعد الأميركية في المنطقة أسهل من ضرب إسرائيل"، مؤكداً أن قوات بلاده المسلحة ستواصل الهجمات على الكيان الإسرائيلي، ولن تكون القواعد الأميركية في المنطقة آمنة بأي شكل من الأشكال.
وأوضح كوثري أن لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى ستعقد جلسة طارئة لبحث العدوان الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية.
ومن ضمن الخيارات المتاحة للرد الإيراني دخول حلفائها على خط المواجهة، فقد توعدت جماعة أنصار الله الحوثيين السبت 21 حزيران، باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر في حال مشاركة واشنطن في الهجوم على إيران، ليجهضوا بذلك اتفاقا سابقا مع إدارة ترامب وبرعاية عمانية وتضمن وقف الهجمات الحوثية على أهداف أمريكية في البحر الأحمر مقابل وقف واشنطن لضرباتها الجوية، وهو ما يجعل الجماعة الحليفة لطهران في "حلٍّ من أمرها" من الاتفاق المذكور.
موقف كتائب حزب الله العراق
وكانت أعلنت كتائب حزب الله في العراق الأحد الماضي، وهي مجموعة مسلحة مدعومة إيرانياً، أنها ستستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة إذا تدخلت واشنطن في الصراع بين إيران وإسرائيل.
وقال الأمين العام للجماعة، أبو حسين الهامدوي، في بيان: "نراقب تحركات الجيش الأمريكي في المنطقة. وفي حال تدخله، سنتحرك مباشرةً ضد مصالحه وقواعدِه دون تردد."
في غضون ذلك، حذّرت السفارة الأمريكية في بغداد المواطنين الأمريكيين من احتمال وقوع هجمات تستهدف أماكن وجودهم في العراق، داعيةً إلى تجنب الأماكن التي يرتادها الأجانب والتجمعات الكبيرة.
أما "حزب الله" اللبناني فقد دعا إلى تجمع جماهيري تنديداً بما وصفه بالعدوان الإسرائيلي والأمريكي على إيران، وذلك يوم الأربعاء المقبل، 25 يونيو 2025،أمام السفارة الإيرانية في بيروت.
الخارجية الإيرانية تدعو لاجتماع طارئ لمجلس اللأمن
وكانت الخارجية الإيرانية قد أدانت بأشد العبارات ما وصفته بـ"العدوان العسكري الأمريكي الوحشي" على المنشآت النووية السلمية الإيرانية.
وقالت في بيان رسمي: "نحتفظ بحقنا في الوقوف بكل قوة في وجه العدوان العسكري الأمريكي والجرائم التي يرتكبها." مضيفة أن "العدوان العسكري الأمريكي كشف للجميع التواطؤ والمشاركة الإجرامية الأمريكية مع الكيان الصهيوني في التخطيط والاعتداء العسكري على إيران."
ودعت الخارجية مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لإدانة جريمة العدوان. وطالبت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاجتماع الفوري والوفاء بمسؤولياته القانونية.
من جهته أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي العملية العسكرية الأمريكية، ووصفها بأنها "اعتداء جسيم" ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال عراقجي في تصريحات فورية رداً على كلام ترامب: "واشنطن ارتكبت انتهاكاً جسيماً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي عبر مهاجمتها منشآتنا النووية السلمية. أحداث هذا الصباح لها عواقب وخيمة، وعلى أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق البالغ إزاء هذا السلوك الإجرمي."
الموقف على الأرض ومخاوف من تسرّب إشعاعي
وفي ذات السياق، ردّت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية على الضربات الجوية الأمريكية، وأكدت في بيان رسمي أنه "لا يوجد أي خطر يهدد السكان المقيمين بالقرب من المنشآت النووية المستهدفة."
وأوضحت الهيئة أن الفرق الفنية قامت فوراً بإجراء الفحوص اللازمة لاحتمال تسرب تلوث إشعاعي في محيط المواقع المستهدفة، مشيرة إلى أنه "لم تسجل أي مؤشرات على تلوث إشعاعي بناءً على البيانات المسجلة حتى اللحظة."
كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن سكان قريبين من موقع فوردو قولهم إنهم "لم يشعروا بأي انفجارات شديدة"، وأن الوضع في المنطقة 'طبيعي'.