تحذيرات من تسونامي في هاواي وكاليفورنيا واليابان بعد زلزال قوي في روسيا

ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر، شبه جزيرة كامتشاتكا الواقعة في أقصى شرق روسيا، اليوم الأربعاء، ما أسفر عن إطلاق تحذيرات واسعة النطاق من احتمال حدوث موجات تسونامي في عدد من المناطق الساحلية حول المحيط الهادئ، شملت اليابان وولاية هاواي وشمال كاليفورنيا. وذكرت السلطات أن ارتفاع الأمواج في بعض المناطق قد يصل إلى 10 أقدام.

تحذير شامل

وفي اليابان، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية تحذيراً شاملاً غطى الساحل الشرقي للبلاد بأكمله، في حين أوردت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية رصد أمواج تسونامي بلغ ارتفاعها نحو 60 سنتيمتراً في بلدة كوجي، و50 سنتيمتراً في مدينة إيشينوماكي الساحلية.

أما في هاواي، فقد أعلن الحاكم جوش غرين حالة الطوارئ، محذراً من أن موجات تسونامي قد تصل إلى سواحل الولاية في تمام الساعة 7:10 مساءً بالتوقيت المحلي. ودعا السكان في المناطق الساحلية إلى “التحرك فوراً نحو الداخل واعتلاء مناطق مرتفعة دون انتظار”.

كما أصدرت الهيئة الوطنية الأميركية للأرصاد الجوية تحذيراً مماثلاً شمل المناطق الساحلية الواقعة بين ولايتي أوريغون وكاليفورنيا، بما فيها كيب ميندوسينو في كاليفورنيا.

وأشارت الهيئة إلى أن التسونامي يتكون من سلسلة متتابعة من الأمواج التي قد تجلب كتلاً مائية ضخمة إلى اليابسة، محذرة: “لن تكون موجة واحدة فقط، ولا تحاولوا الاقتراب من الساحل لالتقاط الصور”.

وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن موجات تسونامي ضربت أجزاء من جزر الكوريل الواقعة في أقصى الشرق الروسي، وهي منطقة متنازع عليها تطالب بها اليابان. وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن مركز الزلزال وقع قبالة سواحل كامتشاتكا في شرق روسيا.

وفي أول تعليق له على الوضع، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة عبر منصته “تروث سوشيال” قال فيها “بسبب زلزال هائل وقع في المحيط الهادئ، صدر تحذير من حدوث تسونامي لأولئك الذين يعيشون في هاواي… ابقوا أقوياء وابقوا آمنين!”

هاواي تستعد للأسوأ

في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، أكّد حاكم ولاية هاواي، جوش غرين، أن موجة تسونامي أولى عبرت بالفعل جزيرة ميدواي أتول، الواقعة على بعد نحو 1300 ميل شمال غرب هونولولو، بارتفاع بلغ 6 أقدام من الذروة إلى القاع.

وأوضح غرين في مؤتمر صحفي أن موجة بهذا الحجم تعادل فعليًا “موجة بارتفاع ثلاثة أقدام تطفو على سطح المحيط”، مشيرًا إلى أن الأمواج التي قد تضرب سواحل هاواي قد تكون أكبر أو أصغر من تلك التي رُصِدت. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن مثل هذه الأمواج قد تكون كفيلة “بإغراق الأشخاص، وتحريك السيارات، وهدم الأسوار”، مضيفًا: “توقعوا حدوث فيضانات في الجزر، وستكون وشيكة بعد وصول الموجة”، داعيًا السكان إلى الالتزام الفوري بأوامر الإخلاء.

ووفقًا لمركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ، قد يصل ارتفاع الأمواج إلى 10 أقدام (3 أمتار) على طول الساحل الشمالي الغربي للولاية. وذكرت وكالة الدفاع المدني في مقاطعة هاواي أن الآثار الأولية للتسونامي من المتوقع أن تظهر أولاً على ساحل كاواي، قبل أن تبدأ بالتأثير على جزيرة هاواي خلال 20 إلى 30 دقيقة.

كما حذّرت الوكالة من أن الأمواج العاتية “قد تلتف حول الشاطئ وتضرب أي نقطة على طول الساحل”، ما يضاعف من خطورة الوضع ويجعل التنبؤ الدقيق بمواقع التأثير أمرًا بالغ التعقيد.

اليابان تُخلي ملايين السكان مع تصاعد المخاوف من تسونامي مدمر

في ظل التحذيرات الصادرة عقب الزلزال القوي الذي ضرب شرق روسيا، فرضت اليابان حالة تأهب قصوى على كامل ساحلها المطل على المحيط الهادئ، حيث أطلقت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرًا من احتمال تكرار موجات تسونامي خلال فترة ممتدة، مؤكدة أن “الموجات التي تلي الموجة الأولى قد تكون أكبر”، ومشددة على ضرورة الاستمرار في الإخلاء حتى صدور إعلان رسمي برفع التحذيرات.

واستجابةً لهذا التحذير، أصدرت وكالة إدارة الحرائق والكوارث اليابانية تنبيهًا بالإخلاء شمل أكثر من 1.9 مليون شخص في 21 محافظة بمختلف أنحاء البلاد، في واحدة من أكبر عمليات الإخلاء المرتبطة بتسونامي منذ سنوات.