«الوطني للثروات»: الاستثمار طويل الأجل أجدى من محاولة اقتناص الوقت المناسب لدخول السوق

1 week ago 5

- كلما طالت فترة الاستثمار تراجعت احتمالات تحقيق عوائد سلبية
- تراكم العوائد المركبة من أبرز المحركات طويلة الأجل لنمو الثروات

أشارت شركة الوطني للثروات، إلى أن اعتقاد العديد من المستثمرين أن مفتاح نجاح الاستثمار يكمن في اختيار وقت الدخول الى السوق، عبر اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظة المناسبة، يعد أمراً بالغ الصعوبة، حتى بالنسبة للمحترفين، وينطوي على العديد من المخاطر، معتبرة أنه ينبغي على المستثمرين التركيز على مدة الاستمرار في السوق على المدى الطويل بدلا من محاولة اقتناص الوقت المناسب.

استمرارية الاستثمار

وذكر أحدث تقارير «الوطني للثروات»، ضمن سلسلة «قيادة الفكرة»، أن نهج «استمرارية الاستثمار» يرتكز على الاحتفاظ بالاستثمارات بغض النظر عن تقلبات الأسعار قصيرة الأجل، مستفيداً من مضاعفات العوائد المركبة والاتجاه الصعودي التاريخي للأسواق على المدى الطويل. ويوفر هذا النهج العديد من المزايا لمستثمري المدى الطويل:

1 - العوائد المركبة: الاحتفاظ بالاستثمارات وإعادة استثمار توزيعات الأرباح، يعززان نمو المحفظة الاستثمارية بشكل ملحوظ. حيث يستفيد المستثمرون على المدى الطويل من مضاعفات العوائد المركبة، التي تتيح للمكاسب أن تنمو وتتراكم بمرور الوقت، متجاوزة بذلك أثر أي تقلبات موقتة قد تشهدها الأسواق.

2 - الحد من المخاطر على المدى الطويل: رغم تقلبات الأسواق على المدى القصير، إلا أن الأداء التاريخي يظهر اتجاهاً تصاعدياً طويل الأجل تدعمه علاوة المخاطر. فكلما طالت فترة الاستثمار، تراجعت احتمالات تحقيق عوائد سلبية.

3 - الحد من تأثير ردات الفعل على القرارات الاستثمارية: الاستثمار طويل الأجل يقلل من احتمالية اتخاذ قرارات عاطفية متسرعة استجابة لتقلبات السوق. ويساعد النهج المنضبط في تجنب ردود الفعل العشوائية مثل البيع بدافع الذعر أثناء التراجعات، أو الاندفاع غير المبرر نحو الشراء في فترات الصعود.

مضاعف العوائد المركبة

يصنف تقرير «الوطني للثروات»، تراكم العوائد المركبة، من ضمن أبرز المحركات طويلة الأجل لنمو الثروات، فكلما طالت مدة استثمار الأموال، كانت مضاعفات العوائد المركبة المحتملة أكبر.

ووصف ألبرت أينشتاين الفائدة المركبة بأنها «الأعجوبة الثامنة في العالم»، قائلاً: «من يفهمها، يكسبها، ومن لا يفهمها، يدفعها».

ولتوضيح قوة العوائد المركبة، والمخاطر المرتبطة بمحاولة اختيار الوقت الأمثل للاستثمار أو التخارج من السوق، من المفيد النظر إلى العائد طويل الأجل لمؤشر مثل «ستاندرد أند بورز 500». فعلى سبيل المثال، كان من الممكن أن تبلغ قيمة 1000 دولار مستثمرة بشكل متواصل في المؤشر قبل 20 عاماً، نحو 7320 دولاراً بنهاية مايو 2025. أما إذا استثنينا أفضل 10 أيام للمؤشر خلال العشرين سنة الماضية من حساب العائد، فستنخفض قيمة الاستثمار حالياً إلى نحو 3257 دولاراً فقط.

إستراتيجية محفوفة بالمخاطر

ويعدد التقرير التحديات المرتبطة بإستراتيجية اقتناص الوقت المناسب للاستثمار، ما يجعل هذا النهج محفوفاً بالمخاطر، كما يلي:

1 - صعوبة التنبؤ بتحركات السوق بدقة: من الصعب جداً التنبؤ بتقلبات الأسواق على المدى القصير، نظراً لاعتمادها على عوامل غير متوقعة مثل الأزمات الجيوسياسية، والبيانات الاقتصادية الدورية، وتقلبات توقعات المستثمرين.

2 - اتخاذ قرارات انفعالية: يتأثر العديد من المستثمرين بعوامل مثل الخوف والطمع، حيث يميلون إلى الشراء عندما تسود أجواء الاستقرار، والبيع عند ارتفاع مستويات التقلب. وغالباً ما يؤدي هذا السلوك إلى الاتجاه نحو الشراء عند مستويات مرتفعة والبيع عند مستويات منخفضة، ما يضر بقيمة المحفظة. كما أن تفويت عدد محدود من أفضل أيام الأداء في السوق قد يؤدي إلى انخفاض كبير في العوائد طويلة الأجل.

3 - تكلفة الفرصة الاستثمارية: البقاء خارج السوق انتظاراً لما يُعتقد أنه التوقيت «المثالي» للاستثمار، يعني التفريط في فرص تحقيق مكاسب ناتجة عن ارتفاع أسعار الأسهم وتوزيعات الأرباح، ما قد ينعكس سلباً على النمو طويل الأجل للمحفظة.

4 - زيادة تكاليف التداول والضرائب: يؤدي التداول المتكرر بيعاً وشراءً إلى زيادة رسوم المعاملات، إضافة إلى احتمال التعرض للضرائب على الأرباح الرأسمالية المحققة، وكلاهما يساهم في تقليص صافي العوائد المحققة من الاستثمار.

أدلة تدعم البقاء

ويسوق التقرير أمثلة تاريخية، أظهرت أسواق الأسهم قدرة قوية على تحقيق عوائد إيجابية على المدى الطويل، رغم التقلبات قصيرة الأجل. فخلال الأزمة المالية العالمية 2008، تراجعت الأسواق بنحو 50 في المئة، لكنها تمكنت من التعافي وتحقيق مستويات قياسية جديدة خلال بضع سنوات. وبالمثل، بعد الانخفاض الحاد الناتج عن انهيار الأسواق أثناء جائحة «كوفيد-19» 2020، شهدت الأسواق انتعاشاً سريعاً خلال أشهر قليلة. وتؤكد الأمثلة أن المستثمرين الذين التزموا بالاستثمار طويل الأجل، تمكنوا من الاستفادة من فترات التعافي القوي بعد الأزمات.

ويضيف تقرير «الوطني للثروات»، أنه رغم وصول متوسط الانخفاضات السنوية خلال الفترة إلى نحو 15 في المئة، كان معدل العوائد السنوية إيجابيا في 28 سنة من السنوات الأربعين، ما يدعم فرضية أن الاستمرار في الاستثمار ساعد المستثمرين على التعافي من الانخفاضات قصيرة الأجل.

الاستمرارية وتنويع المخاطر

ويعتبر التقرير أن محاولة التنبؤ بتحركات السوق قصيرة الأجل مهمة بالغة الصعوبة. لذلك، يعد النهج الأمثل هو الاستمرار في الاستثمار بشكل منتظم على فترات زمنية محددة، باستخدام إستراتيجية متوسط تكلفة الدولار (Dollar-Cost Averaging)، ما يساهم في الحد من مخاطر ضخ مبالغ كبيرة بتوقيت غير مناسب. إذ أن المستثمرين عادة ما يتلقون نصحاً بالحفاظ على تنويع المحفظة عبر فئات الأصول المختلفة مثل الأسهم، والسندات، والاستثمارات البديلة، بما يحد من التعرض للتقلبات في أي فئة منها.

الاعتبارات الرئيسية

ويخلص التقرير إلى أن التنبؤ الدقيق والمستمر بتحركات الأسعار يعد أمراً بالغ الصعوبة، ويرتبط بمخاطر كبيرة قد تكون ناتجة عن اتخاذ قرارات انفعالية، حيث إن الاعتبارات الرئيسية:

• مضاعفات العوائد المركبة تعد حافزاً قوياً لتفضيل «البقاء في السوق» على محاولة «توقيت السوق».

• الأدلة التاريخية تؤكد بوضوح، أن الحفاظ على المراكز الاستثمارية على المدى البعيد، غالباً ما يؤدي إلى نتائج إيجابية.

• نجاح الاستثمار لا يتطلب توقيتاً مثالياً، بل يعتمد على الصبر، والانضباط، وطول فترة الاستثمار.

بيان إخلاء المسؤولية

المعلومات والآراء الواردة في التقرير، تم الحصول عليها أو استخلاصها من مصادر تعتقد شركة الوطني للاستثمار (الوطني للثروات) بأنها موثوقة دون أن تقوم بالتحقق من دقة أو اكتمال تلك المصادر بشكل مستقل. وبرأي «الوطني للثروات» أن المعلومات والآراء الواردة في هذا التقرير صحيحة وكاملة؛ إلا أن «الوطني للثروات» لا تقدم أي تعهدات أو ضمانات، صريحة كانت أم ضمنية، في شأن دقة أو اكتمال المحتوى. وقد تتوافر معلومات إضافية عند الطلب. ولا تتحمل «الوطني للثروات» مسؤولية عن أي خسارة مباشرة أو غير مباشرة أو تبعية ناتجة عن استخدام المحتوى. ولا يجوز اعتبار هذا التقرير مشورة استثمارية أو قانونية أو محاسبية أو ضريبية، كما لا يجوز اعتباره تعهداً بأن أي استثمار أو إستراتيجية هي مناسبة أو ملائمة لظروفكم الخاصة، ولا يجوز اعتباره توصية شخصية لكم. كما لا يصح الاعتماد على هذا التقرير كبديل عن القيام بتقدير وحكم مستقل. بالإضافة إلى ذلك، فإن «الوطني للثروات» ربما قد تكون أصدرت، وقد تصدر في المستقبل، تقارير أخرى لا تتفق مع المعلومات الواردة في هذا التقرير وتصل إلى نتائج نهائية مختلفة عن تلك المعلومات الواردة في هذا التقرير. وتعكس تلك التقارير افتراضات ورؤى وطرق تحليلية مختلفة للمحللين الذين قاموا بإعدادها، ولا تلتزم «الوطني للثروات» بضمان لفت نظركم إلى تلك التقارير الأخرى. وقد تنخفض قيمة أي استثمار أو دخل وقد ترتفع، كما قد لا تستردون كامل المبلغ المستثمر. وينبغي ألا يؤخذ الأداء السابق كمؤشر أو ضمان للأداء المستقبلي، ولم يتم تقديم أي تعهد أو ضمان، ضمنياً كان أم صريحاً، في شأن الأداء المستقبلي. كما أن المعلومات والآراء والتقديرات الواردة في هذا التقرير تعكس تقديراً وحكماً في التاريخ الأصلي لنشر التقرير من قبل الوطني للثروات، وتخضع تلك المعلومات والآراء والتقديرات للتغيير دون إشعار. هذا المحتوى مقدم لأغراض التداول والترويج العام فقط. لم يتم إغفال أي معلومات ضرورية خاصة بمحتوى هذا المستند.

اذهب للمصدر