مرفوع الرأس، ودّع الهلال السعودي كأس العالم للأندية في كرة القدم المقامة بالولايات المتحدة الأميركية، بعد مشاركة تاريخية حقق فيها إنجازاً باعتباره الفريق الوحيد من خارج قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية الذي يتواجد بين الثمانية الكبار في المسابقة.
وخسر الهلال على يد فلومينينسي البرازيلي 1-2، على ملعب «كامبينغ وورلد» في أورلاندو، في الدور ربع النهائي، بعدما خاض 4 مباريات في دور المجموعات وثُمن النهائي، قدّم فيها فريق المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي أداءً «فاق كل التوقعات».
وسجّل مارتينيلي (40) وهيركوليس بيريرا (70) هدفي فلومينينسي، فيما سجّل البرازيلي ماركوس ليوناردو للهلال (51)، رافعاً رصيده إلى 4 أهداف في البطولة.
وشكّل تأهل «الزعيم» إلى ثُمن النهائي مفاجأة بحد ذاته، إذ شارك في المجموعة الثامنة التي ضمّت ريال مدريد الإسباني وسالزبورغ النمسوي وباتشوكا المكسيكي، لكنه تمكن من الحلول ثانياً بعدما بدأ مسيرته بأولى المفاجآت، عندما فرض التعادل على ريال مدريد 1-1، ثم تعادل مع سالزبورغ سلباً، قبل أن يهزم باتشوكا المكسيكي 2-0 ويبلغ ثُمن النهائي.
لكن مشوار الهلال كان من المتوقّع أن يتوقّف عن هذا الحد، إذ اصطدم بمانشستر سيتي الإنكليزي، أحد أبرز المرشّحين للفوز باللقب، بيد أن «الزعيم» حقّق فوزاً تاريخياً 4-3 بعد التمديد وبلغ ربع النهائي.
وبعد المباراة، قال إنزاغي: «ظهرنا بمستوى فاق كل التوقعات، لعبنا مسابقة رائعة وقد وجّهت الشكر إلى جميع اللاعبين».
وأضاف: «كانت المباراة متوازنة وصعبة وحسمتها لحظة حاسمة. أهنّئ فلومينينسي وأهنّئ فريقي أيضاً على الأداء. كانت هناك لحظات أثّرت على المباراة».
وختم إنزاغي: «فخور بجميع اللاعبين وبتدريب الهلال. في نهاية الشهر سنتوجه إلى النمسا لخوض المعسكر التحضيري، ومن ثم نشارك في كأس السوبر. سنعود أقوى».
من ناحيته، اعتبر رئيس نادي الهلال فهد بن نافل أن فريقه «قارع أعتى المنافسين عاكساً ما وصلت إليه رياضة المملكة من نهضة رياضية غير مسبوقة».
بدوره، هاجم المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي الحكم الهولندي داني ماكيلي، معتبراً أنه «لم يقم بواجبه».
وطالب كوليبالي بركلتي جزاء في المباراة، علّق على إحداها: «إذا لم تكن هذه ركلة جزاء، فلا أعلم ما هي ركلة الجزاء».
من جهته، قال البرازيلي رينان لودي: «قرارات الحكم جاءت بهذه الطريقة وعلينا أن نتقبلها في النهاية».
وتابع: «كانت هناك ركلة جزاء لنا، وهناك بعض الشك في قرارات الحكم، لكن في النهاية المباراة انتهت على هذه النتيجة. لسنا بصدد تقديم أعذار الآن».
ووقف لاعبو الهلال وفلومينينسي دقيقة صمت قبل مواجهتهما، احتراماً للاعب ليفربول الإنكليزي والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا إثر وفاتهما في حادث سير.
وركّزت الكاميرات على لاعبَي الهلال، البرتغاليين جواو كانسيلو وروبن نيفيز اللذين بدا عليهما التأثر النفسي الشديد لوفاة زميلهما الدولي.
ويُعدّ نيفيز أحد أقرب أصدقاء جوتا، إذ لعب معه في ولفرهامبتون الإنكليزي والمنتخب.
وقال الحارس المغربي ياسين بونو بعد المباراة: «ليس الأمر سهلاً لأن روبن نيفيز صديق مقرّب لجوتا. كان متأثراً جداً في الفندق. لم يستطع النوم».
وزاد: «كانسيلو أيضاً، لذا كان الأمر مؤثراً علينا جميعاً. أهنئهما لأنهما قاما بعملهما على أكمل وجه».
34 مليون دولارمكافأة «الزعيم»
جاءت خسارة الهلال أمام فلومينينسي ليس فقط لتنهي مشواره في مونديال الأندية، ولكن لتحرمه أيضاً من 21 مليون دولار، كان سينالها في حال تأهله إلى نصف النهائي.
وحصد «الزعيم» من مشاركته التاريخية 34 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ يجنيه نادٍ عربي في المسابقة الحالية.
وبحسب لوائح الاتحاد الدولي «فيفا»، يحصل كل نادٍ آسيوي على 55. 9 مليون دولار مقابل مشاركته في البطولة.
وجاء تحقيق الهلال لفوزين وتعادل في دور المجموعات ليمنحه 4 ملايين دولار، فضلاً عن الحصول على 5. 7 مليون دولار مكافأة التأهل إلى ثُمن النهائي، و125. 13 مليون دولار مكافأة بلوغ ربع النهائي.