المدير الإقليمي لمفوضية اللاجئين: مأساة السودان تتفاقم... ودعم الكويت مُقدّر

6 days ago 4

- التمويل لا يتجاوز 11 في المئة... ومبادرات الكويت مؤثرة
- الأزمة بلا أفق... وواحد من بين كل 13 نازحاً حول العالم من السودان

في ظل تصاعد الأزمة الطاحنة التي يمر بها السودان جراء الحرب والنزوح وانعدام المساعدات الإنسانية، أطلق المدير الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في منطقة شرق القرن الأفريقي والبحيرات العظمى، مامادو ديان بالدي، تحذيراً صريحاً من الكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك، داعياً إلى تحرك دولي عاجل قبل فوات الأوان.

وكشف بالدي، في تصريحات لـ«الراي»، عن أن أكثر من 13 مليون شخص شُرّدوا بفعل النزاع في السودان منذ أبريل 2023، مشيراً إلى أن واحداً من بين كل ثلاثة سودانيين أصبح نازحاً، و«واحداً من كل 13 لاجئاً في العالم، هو سوداني»، ما يجعل السودان أكبر مصدر للنزوح في أفريقيا اليوم.

وأوضح أن استمرار الصراع وغياب أفق الحل السياسي، يفاقمان من معاناة اللاجئين، لاسيما مع تراجع الاستجابة الدولية.

وقال: «من دون تضامن عالمي حقيقي، سنفقد المزيد من الأرواح، وحتى اللحظة تم تمويل 11 في المئة فقط من خطة الاستجابة الإقليمية لعام 2025، والتي تحتاج إلى 1.8 مليار دولار لتوفير الدعم لنحو 4.8 مليون شخص».

وعن دور الكويت ومبادراتها في هذا السياق، أشاد بالدي بسخاء الحكومة والجمعيات الخيرية الكويتية، واصفاً الدعم الكويتي بأنه «نموذج يُحتذى في العمل الإنساني».

وأضاف أن مساهمات الكويت مكّنت المفوضية من توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية لملايين اللاجئين، وأن الكويت لا تكتفي بالتمويل، بل تسهم في جمع الجهات الدولية، من خلال استضافتها لمؤتمرات مانحين، ودعمها المستمر للحوار الإنساني حول العالم.

وأشار إلى أن الشراكة بين المفوضية والكويت تمتد لأكثر من 30 عاماً، وهناك مساعٍ حثيثة لتوسيعها، لاسيما مع الصندوق الكويتي للتنمية والجمعيات الخيرية الفعالة.

وعن الدروس المستفادة من أزمة السودان، شدد على ضرورة دمج الاستثمارات التنموية منذ بداية الأزمات، وإشراك اللاجئين في الخدمات الوطنية، لضمان استدامة الحلول وتخفيف التكاليف، مؤكداً أن هذا النهج يعزز التماسك الاجتماعي ويعود بالنفع على المجتمعات المضيفة واللاجئة معاً.

ووجه بالدي، عبر «الراي»، رسالة قوية للمجتمع الدولي، وقال: «أصبحت أزمة السودان كارثة لا يمكن للعالم تجاهلها، فالأمل يتلاشى، والمعاناة تزداد، وإذا لم يتحرك العالم الآن، سنفقد مستقبل الملايين».

أما عن الإعلام، فعبّر عن أسفه لتراجع التغطية، مؤكداً أن الإعلام هو «خط الدفاع الأخير» ضد النسيان، وأن لكل تقرير أو صورة أو قصة قدرة على إبقاء الأزمة حية في الضمير العالمي، ودفع صنّاع القرار للتحرك.

واختتم مامادو ديان بالدي حديثه، بالقول: «لا تزال أمامنا فرصة... لكنها تتضاءل كل يوم»، داعياً إلى تحرك جماعي وشامل يعكس إنسانيتنا المشتركة، قبل أن تُطوى صفحة السودان في صمت مؤلم.

اذهب للمصدر