- حدة التذبذب بأسواق الأسهم الخليجية انخفضت خلال مايو
- تباين أداء أسواق المنطقة وسط مكاسب متوسطة إلى هامشية لمعظمها
- التفاعل الإيجابي مع النتائج المالية... أحد معززات مؤشرات «بورصة الكويت»
- 6 في المئة صافي أرباح شركات السوق الأول الربع الأول... و10 في المئة إيراداتها التشغيلية
- 51 مليار دولار خسرتها أسواق الأسهم الخليجية خلال مايو لتُغلق على 3.89 تريليون
أفادت الشركة الكويتية للاستثمار، أنه رغم استمرار حالة عدم اليقين في ما يتعلق بتطورات آثار القرار الأميركي بفرض رسوم جمركية إضافية، على واردات الشركاء التجاريين، إلا أن شهر مايو الماضي شهد تراجع حدة المخاوف من التوسع في الحروب التجارية، ومن ثم تباطؤ الاقتصاد العالمي، وذلك في أعقاب تعليق بعض القرارات الأميركية، وفتح قنوات التفاوض مع الشركاء التجاريين، للوصول إلى حلول مقبولة، تحول دون توسع الآثار السلبية لمثل هذه القرارات.
ولفتت «الكويتية للاستثمار» في تقرير أعدته وحدة بحوث الاستثمار في الشركة، إلى أن ذلك انعكس على أداء الأسواق العالمية الرئيسية التي سجلت أغلبها مكاسب في شهر مايو، وتفاعلاً مع تراجع المخاوف من الدخول في تباطؤ اقتصادي ارتفعت أسعار النفط خلال الشهر، حيث وصل سعر خام برنت في نهاية الشهر إلى نحو 63.9 دولار للبرميل، بارتفاع 4.7 في المئة مقارنة مع الشهر السابق، كما أعلن تحالف «أوبك+» زيادة في إنتاج النفط لشهر يونيو 2025 قدرها 411 آلف برميل يومياً، استناداً الى تقديراتها لمؤشرات إيجابية تعكس أساسيات سوق صحية.
مكاسب متباينة
ولفتت «الكويتية للاستثمار» في تقريرها إلى تباين أداء أسواق الأسهم الخليجية خلال شهر مايو الماضي، وسط مكاسب متوسطة إلى هامشية لمعظمها، بينما استمر الضعف في سوق الأسهم السعودي، حيث سجل مؤشر تداول خسارة خلال الشهر نسبتها 5.84 في المئة، وأتت هذه الخسارة للشهر الرابع على التوالي، موضحة أنه رغم النتائج المالية الإيجابية للشركات المدرجة، حيث ارتفع صافي أرباحها للربع الأول من 2025 (بدون احتساب صافي أرباح شركة أرامكو) بنسبة 22 في المئة لتسجل 40.5 مليار ريال سعودي، فقد تعمقت خسائر مؤشر تداول السعودي أول 5 أشهر من السنة الى 8.7 في المئة، وبالتزامن مع ضعف في السيولة، نتيجة إصدارات البنوك من الصكوك واكتتاب المستثمرين فيها، للاستفادة من عوائدها المغرية.
وأفاد التقرير أنه إضافة إلى الاكتتابات العامة على بعض الشركات، انخفضت حدة التذبذب في أسواق الأسهم الخليجية خلال مايو، بالتزامن مع تراجع وتيرة الحرب التجارية التي أطلقتها الإدارة الأميركية، والتوجه نحو عقد مفاوضات مع شركائها في التجارة لخفض الرسوم المتبادلة، والتوصل إلى اتفاقيات تساهم في تهدئة الأسواق المالية، وتخطي حالة عدم اليقين، إضافة إلى وضوح الرؤية بالنسبة لمسار النمو الاقتصادين وعدم تأثره سلباً بالرسوم الجمركية.
تفاعل إيجابي
وأشارت «الكويتية للاستثمار» في تقريرها، إلى أنه بعد شهرين من الخسائر المتوسطة في مارس وإبريل، بنسبة 0.34 في المئة و1.42 في المئة لمؤشر السوق العام، سجلت بورصة الكويت في مايو 2025 مكاسب متوسطة بنسبة 1.92 في المئة لمؤشر السوق العام، وسط ارتفاع ملحوظ في السيولة منذ بداية السنة، وخاصة على الاسهم القيادية (+35 في المئة مقارنة مع 2024)، حيث حقق مؤشر السوق الأول مكاسب شهرية، نسبتها 2.87 في المئة، لتتعزز مكاسبه أول 5 أشهر من السنة إلى 12.25 في المئة، بينما ارتفعت مكاسب مؤشر السوق العام إلى 10.2 في المئة، وبالتالي تكون «بورصة الكويت» قد تصدرت لائحة الرابحين بين أسواق الأسهم الخليجية أول 5 أشهر من السنة.
وأوضح التقرير أن النتائج الايجابية لمؤشرات «بورصة الكويت»، كانت بدفع من التراجع الملحوظ في مؤشر التذبذب في أسواق المال العالمية وإدراك المستثمرين، بأن أسوأ الاحتمالات قد أصبح وراءهم، إضافة إلى التفاعل الايجابي مع النتائج المالية للشركات المدرجة في بورصة الكويت، والتي سجلت معدلات نمو إيجابية في صافي الأرباح والإيرادات، حيث حققت شركات السوق الأول القيادية نسبة نمو إيجابية في صافي أرباحها وإيراداتها التشغيلية للربع الأول من 2025، بلغت 6 في المئة و10 في المئة على التوالي.
القيمة الرأسمالية
وعلى صعيد القيمة الرأسمالية السوقية، وبعد خسارة 102 مليار دولار خلال أبريل الماضي، بينت «الكويتية للاستثمار»، أن أسواق الأسهم الخليجية خسرت خلال مايو 2025، نحو 51 ملياراً من قيمتها السوقية، لتسجل نهاية الشهر نحو 3.89 تريليون، منوهة إلى تكبّد سوق الاسهم السعودية، الخسارة الأكبر بانخفاض 82 ملياراً لتصل قيمته السوقية إلى 2.45 تريليون، بينما ارتفعت لباقي أسواق الأسهم الخليجية بحوالي 31 ملياراً، وعلى رأسها أسواق الامارات بنحو 23.5 مليار لتسجل 1.06 تريليون (797مليار لسوق أبوظبي و259.5 مليار لسوق دبي المالي)، و«بورصة الكويت» التي ربحت 5 مليارات دولار، لتسجل قيمتها السوقية 160 ملياراً.
أما بالنسبة للخسارة الإجمالية في القيمة السوقية لبورصات الخليج أول 5 أشهر من السنة، فقد بينت «الكويتية للاستثمار» أنها لاتزال كبيرة، حيث بلغت قيمتها 236 مليار دولار،منها 265 ملياراً بسوق الأسهم السعودي، بينما قاربت مكاسب «بورصة الكويت» 16 ملياراً، وسجلت بورصتا الإمارات (دبي المالي وسوق ابوظبي) ارتفاعاً في قيمتهما السوقية، بحوالي 14 ملياراً، منها 13 ملياراً لسوق دبي المالي.
قطاع البنوك يرتفع بالقيمة
السوقية لـ«بورصة الكويت»
أشارت «الكويتية للاستثمار» في تقريرها، إلى أن القيمة الرأسمالية السوقية لبورصة الكويت، بلغت نهاية شهر مايو 2025 نحو 49.21 مليار دينار، مرتفعة بحوالي 4.9 مليار عن نهاية شهر ديسمبر 2024.
وبيّنت الشركة في تقريرها، أن ذلك جاء بدفع من ارتفاع القيمة السوقية لقطاع البنوك بـ 3.78 مليار دينار، ونمو القيمة السوقية لقطاع الشركات العقارية 624 مليوناً، والصناعية 200 مليون، مفيدة أن القيمة الرأسمالية السوقية تتوزع بين 13 قطاعاً، بقيادة البنوك، الذي بلغت قيمته 30.9 مليار، بحصة تبلغ 62.8 في المئة، تلاه قطاع الخدمات المالية بحصة 10.32 في المئة تعادل قيمة سوقية بـ 5.08 مليار، وقطاع العقار 7 في المئة تعادل 3.45 مليار، والاتصالات 6.43 في المئة متعادل 3.165 مليار، بينما شكل قطاع الصناعية 5.51 في المئة من القيمة السوقية لـ«بورصة الكويت».
تقييمات أسواق الأسهم الخليجية
بالتزامن مع النمو القوي في النتائج المالية للشركات خلال عامي 2023 و 2024 بدأت تقييمات أسواق الأسهم الخليجية بالتحسّن رغم المكاسب التي حققتها الأسهم في السنوات الثلاث الماضية فقد انخفضت مكررات الربحية لمعظم أسواق الأسهم الخليجية، لتصبح أفضل من معدلات الأسواق الناشئة والمتقدمة، بمعدل مكرر ربحية (P/E Ratio) 16 مرة، حيث سجّل مكرر ربحية بورصة الكويت 17.3X، ويتداول سوق الأسهم السعودية عند مكرر ربحية 15.6X، وبورصة أبوظبي عند مكرر ربحية مرتفع نسبياً 20.8، نتيجة الإدراجات الجديدة، بينما البورصات الخليجية الأخرى مكررات ربحيتها مناسبة، حيث بلغ مكرر الربحية لسوق دبي المالي 10X، وبورصة قطر 12X، وبورصة البحرين 9.2X.