تسعى الكويت إلى مواجهة آثار التغير المناخي من خلال حثّ شركات إنتاج النفط والشركات والمؤسسات الأخرى على تقليل نسب الانبعاثات الكربونية.
ونجح القطاع النفطي من خلال خطة عمل انطلقت في السنة المالية 2025/2024 في تنفيذ مجموعة من المشروعات التي تساهم في خفض نسب الانبعاثات الكربونية، بما يعزز مرونة الكويت في مواجهة آثار تغير المناخ وتحقيق نمو اقتصادي مستدام باستخدام حلول تقنية وابتكارية متكاملة في مجال اقتصاد الكربون الدائري، إلى جانب المبادرات الداعمة للابتكار البيئي والاستثمار الأخضر في مختلف القطاعات.
وكشفت تقارير حديثة اطلعت «الراي» على نسخة منها، أن مؤسسة البترول الكويتية تسعى لتحقيق هدف إستراتيجي يتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية من النطاق 1 و2 بحلول عام 2050، بما في ذلك الاستثمارات الإستراتيجية في حلول الطاقة البديلة.
ووضعت شركة نفط الكويت 5 مبادرات إستراتيجية تهدف لتعزيز تحول الطاقة وتحقيق أهداف «مؤسسة البترول»، وتشمل الوصول إلى صفر حرق روتيني للغاز، وتعزيز كفاءة الطاقة واستكشاف الفرص في الطاقة المتجددة واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه وتعويض الكربون.
وقامت «نفط الكويت» بالمبادرة الأولى لتحقيق صفر حرق روتيني بحلول 2030 من خلال تطوير منشآت إضافية لمعالجة الغاز الحامض وإنشاء خطوط أنابيب جديدة لنقل الغاز، بالإضافة إلى تحسينات في البنية التحتية الحالية، والسعي إلى تقليل انبعاثات غاز الميثان الهاربة من خلال استخدام تقنيات متعددة بما في ذلك الكشف عن التسريبات وإصلاحها.
وأطلقت الشركة كذلك المبادرة الثانية لتعزيز كفاءة الطاقة الإجمالية بنسبة تتراوح بين 8 % و12% بحلول 2045، ومن أبرز المشروعات تحويل إمدادات الطاقة للمضخات الغاطسة الكهربائية من مولدات الديزل إلى شبكة الكهرباء الوطنية، ما يساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعزيز التزامها بإنتاج طاقة نظيفة وذات كفاءة عالية.
وتسعى «نفط الكويت» إلى تحقيق 26 مليون طن سنوياً من احتجاز واستخدام وتخزين الكربون عبر الشركات النفطية بحلول 2050، ويجري العمل على تطوير مركز احتجاز الكربون على نطاق واسع في منطقة غرب الكويت، باستخدام تقنية الغاز المتناوب مع الماء في تطبيقات تحسين استخلاص النفط، إلى جانب احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون، والعمل على دراسة شاملة لتحديد خصائص وجدوى احتجاز ثاني أكسيد الكربون في الخزانات الجوفية تحت سطح الأرض في البلاد.
وبدأت الشركة البترولية المتكاملة «كيبك» في تنفيذ دراسة تهدف إلى حرق غاز الهيدروجين أثناء فترات نقص البخار في مصفاة الزور، من خلال تحويل لقيم نظام الضغط المتأرجح في وحدة استرداد الهيدروجين بالوحدة 31 إلى شبكة غاز الوقود بالمصفاة.
ووضعت «كيبك» بحسب التقارير سلسلة من المبادرات التي تسعى من خلالها إلى تقليل التأثير البيئي وتعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية والامتثال للمعايير الدولية والمحلية، حيث حققت خلال السنة المالية الماضية جزءاً من هذه المبادرات وأولها النجاح في تصدير وقود منخفض الكبريت «الديزل ووقود الطائرات» ما أدى إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.