العطر البطيء.. رفاهية جديدة تتفوّق على صرعات الموضة

14 hours ago 5

#عطور

زهرة الخليج - الأردن اليوم

من منا يرغب في شيء صُنع على عجل؟.. سواء كان طعامًا، أو قطعة ملابس، أو حتى عطرًا. فكل ما يُصنع برويّة يحمل روحًا مختلفة، ويأتي بجودة أرقى. لهذا السبب ظهرت حركات، مثل: الموضة البطيئة، والمأكولات البطيئة. واليوم، تصل الفلسفة إلى الجمال عبر ما يُعرف بـ«العطر البطيء».

ما المقصود بالعطر البطيء؟

العطر البطيء - ببساطة - عطر يُنتج بكميات صغيرة، بعيدًا عن خطوط الإنتاج الضخمة. ويعتمد على الحِرفية، وتقاليد صناعة العطور الأصيلة، ومكونات غالبًا طبيعية ونادرة.

  • العطر البطيء.. رفاهية جديدة تتفوّق على صرعات الموضة العطر البطيء.. رفاهية جديدة تتفوّق على صرعات الموضة

مزايا وسحر العطر البطيء:

العطور البطيئة تضع الجودة في المركز الأول. فالمواد الخام تُنتقى بعناية بالغة، وليس بعددها الكبير بل بقيمتها الاستثنائية. وفي كثير من الحالات، تحتوي هذه التركيبات على نسب عالية جدًا من المكونات الطبيعية، ما يجعل العطر أكثر تعقيدًا وثراءً وأقرب إلى لوحة فنية متحركة.

إبداع عطْر بطيء قد يستغرق شهورًا أو حتى سنوات؛ لأن العملية لا تقتصر على مزج روائح فقط، بل على صياغة قصة كاملة. وعلامات كثيرة تختار أن تبني عطراً حول فكرة أو حالة شعورية، مثل: فرح، أو حنين، أو حرية، أو حتى غموض. وكل زجاجة تتحول إلى رحلة حسية تعكس فلسفة العطار ورؤيته.

صبر العطر.. وطقوس التخمير:

بعد خلط المكونات، لا يُعبأ هذا النوع من العطر مباشرة للبيع، بل يُترك ليختمر ويزهر داخل الزجاجة. هذه المرحلة قد تمتد من أسابيع إلى شهور، حيث تبدأ المكونات بالامتزاج معًا؛ لتُكوّن نغمة عطرية أكثر انسجامًا ونضجًا. والنتيجة تكون عطراً يتغير مع الوقت، ويزداد جمالًا وعمقًا كلما استُخدم.

غالبًا، ترتبط حركة العطر البطيء بالوعي البيئي. فالعلامات الصغيرة التي تتبناه تميل إلى اختيار مكونات طبيعية مستدامة، والعمل مع مزارعين محليين، وتقليل التغليف الزائد، بل وتقديم عبوات قابلة لإعادة التدوير. هنا، يصبح اقتناء عطر بطيء ليس فقط رفاهية، بل يعد موقفًا أخلاقيًا وواعيًا.

الحرية.. والإبداع:

بما أن هذه العطور لا تستهدف ملايين الزجاجات، فإن صانعيها يملكون حرية أكبر لتجربة مكونات نادرة أو أفكار غير تقليدية. من هنا وُلدت عطور تستكشف روائح غير مألوفة أو قصص شاعرية لم تكن لتجد مكانًا في الأسواق التجارية. كل ذلك يمنح العطارين فرصة؛ لإبراز الجانب الفني والإبداعي في مهنتهم.

  • العطر البطيء.. رفاهية جديدة تتفوّق على صرعات الموضة العطر البطيء.. رفاهية جديدة تتفوّق على صرعات الموضة

لماذا يزداد انتشار «العطر البطيء»؟

عالم الجمال اليوم مزدحم جدًا. فهناك مئات الإصدارات الجديدة، التي تُطلق كل شهر. هذه الوفرة، رغم أنها تمنح خيارات، إلا أنها أدت إلى الشعور بالإرهاق لدى النساء الباحثات عن التفرد. وسط هذا الضجيج، يظهر العطر البطيء كخيار أكثر هدوءًا، ووعيًا، وصدقًا.

والمستهلكة، اليوم، أكثر وعيًا، فلم تعد الحملات التسويقية الضخمة وحدها تكفي لإقناعها. لأانها تبحث عن القصة وراء المنتج، وقيم العلامة، ومعنى ما تقتنيه. والعطر البطيء يقدّم هذا العمق، لأنه يرتبط بحرفية صادقة، واستدامة، وبنية واضحة في كل تفصيل.

إلى جانب ذلك، هناك رغبة متزايدة في التفرد. لم تعد النساء يرغبن في أن يتشاركن نفس الرائحة مع مئات غيرهن. العطر البطيء يمنحهن شخصية فريدة بعطر لا يشبه سواه، وتجربة شخصية لا يمكن تقليدها.

اذهب للمصدر