صدر الصورة، Anadolu
10 أبريل/ نيسان 2025، 19:36 GMT
آخر تحديث قبل ساعة واحدة
أفرجت السلطات الإسرائيلية، الخميس، عن السجين الفلسطيني أحمد مناصرة، بعد أن أمضى 9 سنوات ونصف في السجون الإسرائيلية.
وكان مناصرة قد اعتُقل عام 2015 عندما كان يبلغ من العمر 13 عاماً، ليخرج من السجن بعمر 23 عاماً.
وتعود قضية مناصرة إلى نهاية 2015، حين كان يرافق ابن عمه حسن مناصرة، 15 عاماً، في مستوطنة بسغات زئيف في القدس.
واعتقلته الشرطة الإسرائيلية حينذاك وأطلقت النار على ابن عمه الذي لقي مصرعه في الحال، ووجهت إليهما الشرطة تهمة طعن إسرائيليين بالمستوطنة. فيما تنفي أسرة أحمد مناصرة هذه الاتهامات.
وأظهرت لقطات مصوّرة في ذلك الوقت مناصرة مصاباً وملقى على الأرض قبيل اعتقاله، في مشاهد أثارت جدلاً واسعاً.
خضع مناصرة للتحقيق، الذي قال حقوقيون إنه كان "قاسياً للغاية". وقد سُرّب تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي لخضوعه للتحقيق، حيث يبدو المناصرة منهاراً في التسجيل، بينما يقول إنّه لا يتذكر أي شيء.
صدر الصورة، AHMAD GHARABLI/AFP via Getty Images
وقبل نقله إلى السجن، احتُجز لمدة عامين في مؤسسة للأحداث، ثم نُقل إلى سجون البالغين بعد تجاوزه سن 14 عاماً.
وفي الفترة ما بين إدانة أحمد مناصرة والحكم عليه، عُدل القانون الإسرائيلي ليسمح للمحاكم المدنية بإدانة أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما بـ"جرائم إرهابية".
وكان مناصرة، وهو من سكان القدس الشرقية، أصغر فلسطيني تدينه محكمة مدنية إسرائيلية في ذلك الوقت.
وخلال فترة سجنه، عُقدت له عدة جلسات محاكمة، من بينها جلسة أُعيد فيها تصنيف ملفه كـ "ملف أمني/إرهابي"، وهو ما حال دون الإفراج المبكر عنه.
كما تعرض للحبس الانفرادي لعدة فترات، رغم ما أُشير إليه من تدهور حالته النفسية والصحية، خاصة في الفترة الأولى بعد اعتقاله.
وأشارت المحامية ناريمان شحادة زعبي، المحامية في مركز عدالة الحقوقي والعضو في الفريق القانوني الذي يمثله إلى أن فريقها عمل على ضمان الإفراج المبكر عن مناصرة في 2022، لكنه فشل في ذلك، رغم تدهور صحة الشاب بشكل كبير بعد أن أمضى قرابة عامين في السجن الانفرادي.
كما أعربت منظمة العفو الدولية عن مخاوفها في ذلك الوقت، محذرة من تدهور حالته النفسية.
وقالت المديرة الإقليمية في منظمة العفو الدولي هبة مرايف في بيان الخميس "إن إطلاق سراح أحمد مناصرة اليوم يُمثل ارتياحا كبيرا له ولعائلته، لكن لا شيء يمكن أن يمحو سنوات الظلم والإساءة والصدمات النفسية وسوء المعاملة التي عاناها خلف القضبان".
ودفع مناصرة في البداية ببراءته، مؤكدا أنه كان ينوي ترهيب الإسرائيليين وليس قتلهم.
صدر الصورة، AHMAD GHARABLI/AFP via Getty Images
وأخذت قصة الإفراج عن أحمد مناصرة حيزاً كبيراً في أحاديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
نشر أحد الحسابات عبر منصة إكس صورة كاريكاتورية تُظهر فتى يرتدي ملابس السجناء في السجون الإسرائيلية، وأمامه يظهر ظله على الحائط، ويبدو ظل يده على شكل يمامة، في إشارة إلى الحرية، وعلّق صاحب الحساب بالقول: "أحمد مناصرة حر".
ونشر حساب على موقع فسبوك صوراً متعددة لمناصرة في مراحل سنية مختلفة، حين كان طفلاً، وعند اعتقاله، وخلال محاكمته، وبعد الإفراج عنه.
وعلقت صاحبة الحساب بالقول إن مناصرة "يحمل في ذاكرته من الأوجاع كل ما لا ينسى".
ونشر حساب على منصة إكس، صورة مدمجة لمناصرة عند الإفراج عنه وأخرى له في الأيام الأولى من سجنه، وعلّق صاحب الحساب بالقول إن ملامح مناصرة "كبرت قبل أوانها" ليخرج من السجن اليوم "شابّاً نحيلاً".
ونشر حساب آخر على منصة إكس الصورة ذاتها، معلقاً بأن "الزنزانة ابتلعته وهو طفل، ويغادرها اليوم شاباً في الثالثة والعشرين".
وولد أحمد مناصرة سنة 2002 في مدينة القدس، وينتمي لعائلة مكونة من عشرة أفراد، وهو أكبر الذكور بين شقيقين وخمس شقيقات. وقبل اعتقاله، كان طالبًا في الصف الثامن.
وبعد اعتقاله، أُدين من قبل محكمة إسرائيلية، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 12 عاماً وتعويض مالي بقيمة 180 ألف شيكل، خُفّض لاحقاً في عام 2017 إلى تسع سنوات ونصف.
وخفضت المحكمة حكم مناصرة بالنظر إلى عدة عوامل، من بينها أن دوره في عملية الطعن كان ثانوياً مقارنةً بدور ابن عمه، بحسب ما قالت.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية، بأن كان من المفترض الإفراج عن مناصرة من سجن نفحة في النقب جنوبي إسرائيل حيث كانت عائلته تنتظره، لكنّ الوكالة اتهمت السلطات الإسرائيلية بتعمد الإفراج عنه في منطقة بعيدة عن بوابة السجن.