بقلم: يورونيوز
نشرت في 09/07/2025 - 14:30 GMT+2
اعلان
وشملت الاعتقالات محافظات بيت لحم وسلفيت والقدس وقلقيلية والخليل ونابلس، إضافة إلى مخيم بلاطة للاجئين، وكان من بين المعتقلين عدد من الأسرى المحرّرين.
وفي موازاة ذلك، هدمت القوات الإسرائيلية منزلاً في بلدة روجيب جنوب شرق نابلس، بحسب وكالة "وفا"، وذلك بعد بدء عملية هدم طالت 104 بنايات في مخيم طولكرم للاجئين.
ووُصفت العملية بأنها مرحلة جديدة من الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر في المنطقة، تسببت في تهجير مئات العائلات الفلسطينية، التي شوهد أفرادها وهم يغادرون على عجل، محمّلين أمتعتهم في سياراتهم، يلقون نظرة وداع أخيرة على منازلهم المدمّرة.
ورغم تجميد المحكمة العليا الإسرائيلية مؤقتًا عمليات الهدم المخطط لها، بعد طلب عاجل تقدّمت به منظمة "عدالة" الحقوقية، أفادت التقارير باستمرار عمليات الهدم، ما جعل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شبه مهجورة نتيجة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.
وقد شملت العمليات تدمير عشرات المباني وشق طرق جديدة وسط أنقاض منازل خرسانية سُوّيت بالأرض.
وقال محافظ طولكرم، عبد الله كامل، إن عمليات التدمير اشتدت خلال الأسابيع الأخيرة، حيث دُمّرت 106 منازل و104 بنايات أخرى في مخيمي طولكرم ونور شمس القريبين.
من جهتها، وثّقت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، نزوح نحو 40 ألف فلسطيني من سكان مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ بداية العام الحالي بسبب هذه العمليات العسكرية.
وأوضح المتحدث باسم المنظمة، شاي بارنز، أن الجيش الإسرائيلي بدأ في شمال الضفة الغربية بتكرار التكتيكات المستخدمة في هجومه على غزة، عبر تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية وتهجير السكان قسريًا من مناطق صنّفها الجيش "مناطق قتال".
دعوات علنية لضم الضفة
في موازاة التصعيد العسكري، تعالت دعوات من داخل الحكومة الإسرائيلية وخارجها لضم الضفة الغربية. فقد صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قبل فترة أن إسرائيل ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة، قائلًا إن من يعترف بالدولة الفلسطينية "سيفعل ذلك على الورق، بينما نحن سنبني الدولة اليهودية على الأرض".
أما وزير العدل، ياريف ليفين، فاستغل الظرف الراهن ليعلن أن الوقت قد حان لضم الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه الخطوة يجب أن تتصدر الأولويات الوطنية لإسرائيل.
في المقابل، عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن "رفضها الكامل" لهذه الدعوات التي اعتبرتها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، محذرة من تبعات هذه السياسة على مستقبل المنطقة واستقرارها.
تبريرات عسكرية وقلق دولي متصاعد
في مواجهة الانتقادات، زعم الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ عمليات الهدم في مناطق تشهد "مستويات عالية من النشاط الإرهابي"، وخصّ بالذكر مدينتي طولكرم وجنين في شمال الضفة الغربية. وأضاف متحدث باسمه في بيان الثلاثاء أن "هدم المباني ضروري لتمكين القوات من التحرك بحرية ودون عوائق"، مدّعيًا أن القرار استند إلى "ضرورات عملياتية" وبعد دراسة البدائل المتاحة.
ولكنّ هذه العمليات أثارت موجة استنكار دولية، لا سيما مع تزايد القلق من أن تكون هذه التحركات جزءًا من خطة منظمة لضم الضفة الغربية رسميًا، وهي المنطقة التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران/ يونيو 1967.
وتعد العملية الإسرائيلية التي انطلقت في شمال الضفة مطلع كانون الثاني/ يناير من هذا العام، من أوسع العمليات العسكرية في الضفة منذ عقود، بمشاركة عدة ألوية من الجيش الإسرائيلي، مدعومة بطائرات مسيّرة ومروحيات، وحتى دبابات ثقيلة.