إطلاق ChatGPT Agent.. نقلة كبرى في عالم الذكاء الاصطناعي

أطلقت شركة OpenAI وكيل ذكاء اصطناعي جديد متعدد الاستخدامات ضمن خدمة ChatGPT قادر على إنجاز مجموعة واسعة من المهام عبر الحاسوب نيابة عن المستخدمين، مما يشكل نقلة كبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي.

وتشير OpenAI إلى أن هذا الوكيل يمكنه التنقل تلقائيا في تقويم المستخدم، وإنشاء عروض تقديمية قابلة للتعديل، وتشغيل الشيفرات البرمجية.

يحمل هذا الوكيل اسم ChatGPT Agent، ويجمع بين عدة قدرات من أدوات OpenAI السابقة التي تعتمد على الوكلاء، بما في ذلك قدرة أداة Operator على التفاعل مع مواقع الإنترنت من خلال النقر والتصفح، بالإضافة إلى قدرة Deep Research على تلخيص المعلومات من عشرات المواقع في تقرير بحثي موجز.

وتقول OpenAI إن المستخدمين يمكنهم التفاعل مع الوكيل بمجرد توجيه أوامر بلغة طبيعية عبر ChatGPT.

وكيل ChatGPT يتوفر فقط لمشتركي خطط Pro وPlus وTeam، ويمكن تفعيله من خلال اختيار “وضع الوكيل” من قائمة الأدوات المنسدلة في ChatGPT.

ويمثل هذا الإطلاق المحاولة الأكثر طموحا حتى الآن من قبل OpenAI لتحويل ChatGPT إلى منتج يعتمد على الوكلاء الذكيين يمكنه اتخاذ إجراءات وأداء مهام بدلا من مجرد الإجابة عن الأسئلة.

وخلال السنوات الأخيرة، أطلقت شركات وادي السيليكون مثل OpenAI وGoogle وPerplexity عشرات من وكلاء الذكاء الاصطناعي بهدف تحقيق هذه الرؤية. إلا أن الإصدارات المبكرة من هؤلاء الوكلاء واجهت صعوبات في تنفيذ المهام المعقدة، ولم تبدُ كمنتجات مقنعة بالمقارنة مع الرؤية الطموحة التي تروج لها شركات التكنولوجيا.

مع ذلك، تقول OpenAI إن وكيل ChatGPT أكثر كفاءة بكثير من أدواتها السابقة.

يمكن لهذا الوكيل الجديد الوصول إلى موصلات ChatGPT (ChatGPT Connectors)، مما يسمح بربط تطبيقات مثل Gmail وGitHub حتى يتمكن الوكيل من العثور على المعلومات ذات الصلة بالأوامر.

كما تؤكد OpenAI أن وكيل ChatGPT يمتلك صلاحية الوصول إلى الطرفية (Terminal)، ويمكنه استخدام واجهات برمجة التطبيقات (APIs) للوصول إلى تطبيقات معينة.

وتتطلب مهام الوكيل أن يستعرض مواقع الويب، ويخطط لسير العمل، ويستخدم أدوات متنوعة — وهي مهام أكثر تعقيدا من أي شيء حاولت OpenAI معالجته سابقا عبر وكلائها.

أما النموذج الذكي الذي يدعم وكيل ChatGPT، فيُظهر أداء متقدما على عدة مقاييس بحسب OpenAI.

فبحسب الشركة، فإن النموذج يُحقق نسبة 41.6٪ في اختبار Humanity’s Last Exam (النجاح من المحاولة الأولى)، وهو اختبار صعب يتكون من آلاف الأسئلة عبر أكثر من مئة مجال. وهذا المعدل يقارب ضعف ما حققته نماذج OpenAI السابقة o3 وo4-mini في نفس الاختبار.

وفي اختبار FrontierMath، أحد أصعب اختبارات الرياضيات المعروفة، حقق وكيل ChatGPT نتيجة 27.4٪ عند منحه أدوات مثل الطرفية لتنفيذ الشيفرات. بينما كانت أفضل نتيجة سابقة من نصيب o4-mini بنسبة 6.3٪ فقط.

وتشير OpenAI إلى أنها طورت وكيل ChatGPT مع مراعاة عوامل الأمان، نظرًا لأن قدراته الجديدة قد تشكل خطرًا محتملاً في حال استخدامها من قبل جهات خبيثة. وقد سبق أن حذرت الشركة من أن نماذج الذكاء الاصطناعي الوكيلية قد تمتلك قدرات خطرة.

وفي تقرير السلامة الخاص بوكيل ChatGPT، صنّفت OpenAI النموذج على أنه “عالي القدرة” في مجالات الأسلحة البيولوجية والكيميائية، وهي فئة تُعرّف في إطار عمل الجاهزية الخاص بـ OpenAI بأنها قادرة على “تعظيم طرق الإضرار الخطيرة الحالية”. ومع أن الشركة لا تملك أدلة مباشرة على ذلك، فقد اتخذت نهجًا احترازيًا وفعّلت تدابير أمان جديدة للتقليل من المخاطر.

تشمل هذه التدابير نظام مراقبة لحظي يعمل أثناء تفاعل المستخدمين مع الأداة. وتقول الشركة إنها تستخدم مصنّفًا لتحليل كل أمر يُدخل إلى وكيل ChatGPT لتحديد ما إذا كان متعلقًا بالأحياء. وإذا تبين ذلك، يتم فحص الرد عبر نظام مراقبة ثانٍ للتأكد مما إذا كان يمكن استخدام المحتوى لإحداث تهديد بيولوجي.

كما أوقفت OpenAI ميزة الذاكرة في ChatGPT لهذا الوكيل تحديدًا لمنع إساءة الاستخدام. وفي النسخ الأخرى من ChatGPT، تسمح ميزة الذاكرة بالرجوع إلى المحادثات السابقة. لكن الشركة ترى أن هذه الميزة قد تُستغل من قبل الجهات الخبيثة لاستخراج بيانات حساسة من خلال هجمات إدخال الأوامر المضللة (Prompt Injection). ومع ذلك، تقول الشركة إنها قد تعيد النظر في تفعيل هذه الميزة مستقبلًا.

ورغم أن ChatGPT Agent يبدو واعدًا جدًا، لا يزال من غير المؤكد مدى كفاءته في الواقع العملي. فحتى الآن، أظهرت تقنيات الوكلاء الذكيين هشاشة في التعامل مع العالم الحقيقي. ومع ذلك، تؤكد OpenAI أنها طورت نموذجًا أكثر تطورًا يمكنه الوفاء بوعد وكلاء الذكاء الاصطناعي.