من غزة

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، غزة في 21 يوليو/تموز

قبل 27 دقيقة

تُواصل إسرائيل هجوماً مكثفاً على مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، حيث توغلت الدبابات في المنطقة المكتظة بالنازحين، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة.

وقال صحفيون محليون إن دبابات إسرائيلية "اقتحمت دير البلح من جهتَي الجنوب والشرق، يوم الاثنين، تحت غطاء جويّ مكثف"، وذلك بعد يوم من إصدار أوامر للسكان في عدد من المناطق بمغادرتها.

وتعدّ هذه أول مرّة تهاجم فيها إسرائيل منطقة دير البلح، في عملية رئيسية، منذ بداية الحرب في غزة قبل 21 شهرا.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن بعض الرهائن محتجزون في دير البلح، كما يُعتقد أن 20 على الأقل من 50 رهينة في غزة ما زالوا أحياء.

لكن الجيش يقول إنه يسعى إلى "تدمير البنية التحتية وقدرات حركة حماس" وسط القطاع.

عائلات الرهائن، بدورِها، أعربتْ عن قلقها على ذويها، مطالِبةً بتوضيح من الجيش عن كيفية حمايتهم.

"ضربة أخرى مدمّرة"

وقالت الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء في دير البلح أثّرت على عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وسدّدت "ضربة أخرى مدمِّرة" للجهود الإنسانية.

وتضمّ المنطقة عشرات المخيّمات التي تؤوي عائلات نازحين، فضلاً عن مستودعات المساعدات وعيادات صحية.

وبحسب سلطات محلية، فإن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أجبرت حوالي 250 ألف مدني فلسطيني على النزوح من دير البلح.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوم الأحد، إن مئات العائلات نزحتْ بالفعل، مشيراً إلى أنّ أوامر الإخلاء غطّت حوالي 5.6 كيلومترات من دير البلح، كانت تؤوي حوالي 50 إلى 80 ألف نسمة، بينهم 30 ألف نازح يعيشون في 57 مخيماً.

خلال الحرب في غزة، نزح أكثر من 90 في المئة من سكانها، الذين تزيد أعدادهم على مليونَي نسمة ويعيشون ظروفاً مأساوية.

وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الغزيين أُجبروا على النزوح أكثر من مرّة في هذه الحرب.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن حوالي 87.8 في المئة من قطاع غزة، غطّتْه أوامر الإخلاء الإسرائيلية، أو أنه واقعٌ بالفعل ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية، ليبقى الـ 2.1 مليون الذين يمثلون سكان القطاع، محشورين في نحو 46 كيلومتراً مربعاً من الأرض بلا خدمات ضرورية أساسية.

"معاناة المدنيين في غزة بلغتْ أعماقاً جديدةً"

من دير البلح في غزة

صدر الصورة، Anadolu Agency

يأتي ذلك بينما تتزايد الآمال بشأن التوصّل لاتفاق بوقف إطلاق النار في غزة.

ورفضت إسرائيل بياناً مشتركاً تقدمت به 28 دولة، تضمّن مُطالَبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، كما حمل تنديداً بالنظام الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية في توصيل المساعدات للغزيّين.

وأعربت الدول الموقّعة على البيان عن "فزعها" إزاء مقتل أكثر من 800 فلسطينيّ بينما كانوا يحاولون الحصول على المساعدات، وفقاً لإحصاءات مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. من بين الدول الموقعة على البيان: بريطانيا، فرنسا، واليابان.

كما قال وزراء خارجية عدد من الدول، بينها أستراليا وكندا، إن "معاناة المدنيين في غزة بلغتْ أعماقاً جديدةً".

وإلى ذلك، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من وصول أزمة الجوع في غزة إلى "مستويات جديدة من اليأس"، بعد أن قضى الجوع على أكثر من 100 شخص بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات خلال الأيام القليلة الماضية، حسبما وثّقت تقارير.

وقال البرنامج الأممي، في بيان له، إن "واحداً بين كل ثلاثة غزيين يظلّ بلا طعام على مدى أيام".

من جانبها، اتهمت إسرائيل بيان الدول الثماني والعشرين، بأنه "منفصل عن الواقع ومن شأنه أن يبعث الرسالة الخطأ إلى حماس".

أيضاً، السفير الأمريكي إلى إسرائيل، مايك هاكابي، رفض البيان الذي يحمل توقيع عدد من أقرب حلفاء بلاده، واصفاً إياه بالـ "مثير للاشمئزاز".

وقال هاكابي، في منشور على منصة إكس، إنه كان "من الأولى" لهذه الدول أن تضغط في بيانها على "حماس المتوحشة".

وتتّهم إسرائيل الحركة الفلسطينية بإطالة زمن الحرب عبر رفْض مقترَح تدعمه إسرائيل يدعو إلى هُدنة مؤقتة وإطلاق سراح الرهائن.

"في حالة يُرثى لها"

من دير البلح

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، نازحون من دير البلح في 21 يوليو/تموز

قالت منظمة الصحة العالمية إن قوات إسرائيلية هاجمت، يوم الاثنين، مقرّ إقامة موظفيها ومستودعها الرئيسي في دير البلح، ثلاث مرّات، ما عرّض عملياتها في القطاع للخطر.

الجيش الإسرائيلي، من جانبه، لم يُعلّق حتى الآن على اتهامات منظمة الصحة العالمية.

ووصفت المنظمة قطاع الصحة في غزة بأنه "في حالة يُرثى لها"، في ظل نقص الإمدادات الطبية وتدفُّق أعداد كبيرة من الضحايا.

يشار إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى أعادت تَمَوضُع أجزاء رئيسية من عملياتها إلى دير البلح، لا سيما بعد تواتُر الاجتياح الإسرائيلي البريّ لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة قبل عام.

وزاد عدد القتلى الفلسطينيين خلال هذه الحرب على 59 ألف شخص معظمهم من المدنيين، منذ بدأت إسرائيل هجوما برياً وجوياً على غزة رداً على هجوم مباغت شنّتْه حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل حوالي 1.200 إسرائيلي معظمهم من المدنيين واختطاف 251 آخرين.