أين تُصنّع سامسونج هواتفها حول العالم؟

2 days ago 5

تعد شركة سامسونج الكورية الجنوبية أحد أكبر الشركات التي تتربع على عرش صناعة الهواتف الذكية عالميًا، ففي تنافسها القياسي مع شركة أبل، تتأرجح بين صدارة والمركز الثاني كأكبر بائع لهذه الأجهزة على الإطلاق.

وتشير بيانات مؤسسات تتبع الصناعة الموثوقة، حسبما نقل The Verge إلى أن شحنات هواتف سامسونج السنوية تتجاوز باستمرار عتبة الـ 300 مليون وحدة، وهو رقم هائل يعكس حجم الطلب العالمي على منتجاتها، ويستلزم بالضرورة وجود شبكة تصنيع ضخمة ومعقدة قادرة على إنتاج ما يزيد عن ربع مليار جهاز كل عام، فأين تصنع سامسونج هواتفها حول العالم؟

أين تُصنّع سامسونج هواتفها حول العالم؟

مصانع سامسونج للهواتف حول العالم

تمتلك سامسونج مصانع موزعة في عدة دول استراتيجية حول العالم، وعلى الرغم من هذا التوزيع الجغرافي، تشدد الشركة على أن بلد المنشأ لا يُحدث فرقًا في جودة المنتج النهائي، فسامسونج تطبق معيار جودة صارمًا وموحدًا في جميع مصانعها، مما يضمن تجربة استخدام متسقة لجميع عملائها بغض النظر عن مكان تجميع هاتفهم.

قد يتبادر إلى الذهن فورًا أن الصين، كونها مركز التصنيع العالمي وموطن تجميع معظم هواتف آيفون، هي المنتج الرئيسي لهواتف سامسونج جالاكسي، كما أن هيمنة الشركات الصينية المصنعة للمعدات الأصلية (OEMs) على سوق الهواتف الذكية قد يعزز هذا الاعتقاد، إلا أن الواقع مختلف تمامًا.

ففي خطوة استراتيجية، قامت سامسونج بإغلاق آخر مصانعها المخصصة للهواتف الذكية في الصين عام 2019، ويعود هذا القرار إلى تراجع حصتها السوقية في الصين إلى أقل من 1%، مما جعل الإنتاج هناك غير مجدٍ اقتصاديًا؛ وبالتالي، لم تعد الشركة تصنع أي هواتف في جمهورية الصين الشعبية.

أين تُصنّع سامسونج هواتفها حول العالم؟

فيتنام – أهم مصانع سامسونج

تُعتبر فيتنام حاليًا المركز الرئيسي لتصنيع هواتف سامسونج، حيث يتم إنتاج الغالبية العظمى من أجهزتها هناك، وتحديدًا في مقاطعة “تهاي نجوين” الفيتنامية.

في هذه المقاطعة تدير سامسونج مصنعين ضخمين لا يقتصر إنتاجهما على الهواتف الذكية فحسب، بل يشمل أيضًا الأجهزة اللوحية والأجهزة القابلة للارتداء.

تواصل الشركة استثماراتها لتوسيع هذه المنشآت لمواكبة الطلب المتزايد، حيث تصل الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنعين الفيتناميين إلى 120 مليون وحدة سنويًا.

وتُعد فيتنام المصدر الرئيسي لإمدادات سامسونج للعديد من الأسواق العالمية الكبرى، بما في ذلك أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا.

أين تُصنّع سامسونج هواتفها حول العالم؟

الهند – أكبر مصنع من حيث الطاقة الإنتاجية

تحتل الهند مكانة فريدة في شبكة تصنيع سامسونج، فهي لا تضم فقط أكبر مصنع للهواتف المحمولة تابع للشركة، بل إن هذا المصنع يُعد الأكبر عالميًا من حيث الطاقة الإنتاجية، ففي عام 2017، أعلنت سامسونج عن استثمار ضخم بقيمة 620 مليون دولار لمضاعفة إنتاجها من الهواتف الذكية في الهند.

تم تدشين هذا المصنع العملاق في مدينة نويدا بولاية أوتار براديش عام 2018، بطاقة إنتاجية تصل حاليًا إلى 120 مليون وحدة سنويًا.

يُوجه جزء كبير من إنتاج مصنع الهند لتلبية احتياجات السوق الهندية الضخمة، والتي تعتبر من أكثر الأسواق ربحية لسامسونج، ونظرًا لارتفاع ضرائب الاستيراد في الهند، يُعد الإنتاج المحلي ضروريًا للشركة للمنافسة بفعالية من حيث الأسعار.

يتم في هذا المصنع إنتاج سلاسل جالاكسي A وجالاكسي M المتوسطة الشهيرة للشركة والتي تتمكن من تحقيق مبيعات ضخمة سنوية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمالية أن تقوم سامسونج بتصدير الهواتف المصنعة في الهند إلى أسواق أخرى في أوروبا، وأفريقيا، وغرب آسيا.

كما أن الإجراءات الجمركية الأمريكية الأخيرة قد تدفع الشركة إلى الاعتماد على مصنع الهند لتصدير أجهزة جالاكسي الموجهة إلى الولايات المتحدة، للاستفادة من معدلات تعريفة جمركية أقل مقارنة بفيتنام.

كوريا الجنوبية – الدور الاستراتيجي

بالطبع، تحتفظ سامسونج بمنشآت تصنيع في موطنها الأصلي، كوريا الجنوبية، تلعب هذه المصانع دورًا حيويًا في إنتاج العديد من المكونات الأساسية التي تحصل عليها سامسونج من شركاتها الشقيقة.

ومع ذلك، فإن مصنع إنتاج الهواتف الذكية في كوريا الجنوبية يساهم بأقل من 10% من إجمالي الشحنات العالمية للشركة، وتُخصص الوحدات المُصنعة هناك بشكل أساسي لتلبية احتياجات السوق المحلية الكورية.

البرازيل – خدمة أسواق أمريكا اللاتينية

تمتلك سامسونج مصنعًا هامًا في البرازيل، تم إنشاؤه عام 1999، يعمل في هذا المصنع أكثر من 6000 عامل، وهو المسؤول عن تزويد كافة دول أمريكا اللاتينية بهواتف جالاكسي الذكية.

وكما هو الحال في الهند، فإن ارتفاع ضرائب الاستيراد في البرازيل يجعل من الإنتاج المحلي خيارًا استراتيجيًا لسامسونج، مما يمكنها من تقديم منتجاتها بأسعار تنافسية في السوق البرازيلية والأسواق المجاورة.

إندونيسيا – خطوة لتلبية الطلب المحلي المتنامي

تُعد إندونيسيا إضافة حديثة نسبيًا إلى شبكة تصنيع سامسونج العالمية، فقد افتتحت الشركة مصنعًا هناك في عام 2015، بطاقة إنتاجية تقارب 800,000 وحدة سنويًا، وهي كافية لتلبية الطلب المحلي في السوق الإندونيسي.

فكرة جديدة للتصنيع لمواجهة التحديات والتنافسية

شهد سوق الهواتف الذكية تحولات جذرية خلال العقد الماضي، أبرزها الصعود القوي للشركات الصينية المصنعة للهواتف الذكية، والتي أصبحت منافسًا شرسًا في جميع فئات السوق، هذه المنافسة المتزايدة دفعت سامسونج إلى إعادة تقييم وتكييف أولوياتها في مجال التصنيع.

أحد أبرز هذه التحولات كان تبني سامسونج لنموذج “تصنيع التصميم الأصلي” (ODM – Original Design Manufacturer)، ففي عام 2019، أطلقت الشركة أول هاتف ذكي لها بهذا النظام، وهو جالاكسي A6s، والذي تم تصنيعه بواسطة طرف ثالث لصالح السوق الصيني.

يتيح نظام ODM لسامسونج تحسين هوامش أرباحها، خاصة في فئة الأجهزة ذات الأسعار المعقولة والمنافسة الشديدة، وتشير التوقعات إلى أن سامسونج تخطط لشحن ما يقارب 60 مليون هاتف ذكي بنظام ODM في المستقبل القريب، موجهة إلى أسواق متنوعة حول العالم.

إن التوسع في الاعتماد على نموذج ODM قد يعني أن سامسونج لن تستغل كامل طاقتها الإنتاجية المتاحة في مصانعها الخاصة، ما لم تشهد سوق الهواتف الذكية نموًا عامًا في الشحنات، وتتمكن سامسونج من زيادة حصتها السوقية بشكل ملحوظ.

أين تُصنّع سامسونج هواتفها حول العالم؟أين تُصنّع سامسونج هواتفها حول العالم؟

معايير الجودة

تنتشر بعض المفاهيم المغلوطة حول “أصالة” هواتف سامسونج بناءً على بلد إنتاجها، وتساهم المعلومات المضللة المتوفرة عبر الإنترنت في تعزيز هذه الشائعات، ولكن الحقيقة ببساطة هي أن جميع هواتف سامسونج، سواء تم تصنيعها في مصانع الشركة الخاصة أو من خلال شركائها المعتمدين بنظام ODM، هي هواتف “أصلية” تمامًا.

فلا فرق جوهري إذا كان المصنع يقع في كوريا الجنوبية، أو البرازيل، أو فيتنام، أو إندونيسيا، فالهاتف الذكي المُصنّع في فيتنام ليس بالضرورة أفضل جودة من ذلك المُصنّع في إندونيسيا، والسبب في ذلك أن هذه المصانع، في جوهر عملها، تقوم بعملية “تجميع” للأجهزة، وجميعها تحصل على نفس المكونات عالية الجودة، وتتبع نفس معايير التصنيع الصارمة، وتخضع لنفس عمليات مراقبة الجودة الدقيقة التي تفرضها سامسونج.

القضية الوحيدة التي قد تستدعي القلق هي الوقوع ضحية لعمليات التقليد الواضحة، كأن تجد اسمًا محرفًا مثل “Samsang” على ظهر الجهاز، وهذه بطبيعة الحال مشكلة مختلفة تمامًا تتعلق بالمنتجات المزيفة وليس بأصالة منتجات سامسونج المصنعة في شبكتها العالمية.

اذهب للمصدر