بقلم: يورونيوز
نشرت في 16/07/2025 - 8:28 GMT+2
اعلان
اتفقت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، خلال اتصال هاتفي جرى الإثنين، على تحديد نهاية شهر آب/أغسطس الجاري كموعد نهائي فعلي للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، بحسب ما أفادت به ثلاثة مصادر مطلعة على فحوى المكالمة لموقع "أكسيوس".
"السناب باك" يلوح في الأفق
تكمن أهمية هذا الموعد في أنه، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول التاريخ المحدد له، تعتزم الدول الأوروبية الثلاث تفعيل "آلية الزناد" أو ما تسمى بـ"سناب باك"، التي تقضي بإعادة فرض جميع العقوبات الأممية التي كانت قد رُفعت عن طهران بموجب الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.
هذه الآلية، التي أُدرجت أصلاً في الاتفاق كأداة ردع ضد أي انتهاك إيراني، من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وبما أن إجراءات تفعيلها تستغرق نحو 30 يوماً، تسعى الدول الأوروبية إلى استكمال العملية قبل أن تتسلّم روسيا الرئاسة الدوية لمجلس الأمن الدولي في أكتوبر.
ويرى مسؤولون أميركيون وأوروبيون في "السناب باك" ورقة ضغط دبلوماسية قد تُعيد طهران إلى طاولة المفاوضات، كما أنها تشكّل خياراً احتياطياً في حال فشل المسار التفاوضي.
تهديد إيراني وانقسام قانوني
في المقابل، تعتبر إيران أن لا أساس قانونياً لإعادة فرض العقوبات الأممية، وهدّدت في حال تفعيلها بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
اتصالات أوروبية
وبحسب مصدرين مطّلعين، تعتزم الدول الأوروبية الدخول في محادثات مباشرة مع طهران خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لإيصال رسالة مفادها أن بإمكان إيران تفادي العقوبات إذا ما اتخذت خطوات ملموسة تبعث الطمأنينة بشأن طبيعة برنامجها النووي.
ومن بين هذه الخطوات المحتملة: استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي كانت إيران قد علّقته بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة على منشآتها النووية، إضافة إلى إخراج قرابة 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% من المواقع الحساسة.
خلف الكواليس
ومنذ انتهاء الحرب بين إيران وإسرائيل، تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى استئناف المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد. غير أن بعض المسؤولين في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسرائيل أبدوا قلقهم من أن تمارس واشنطن ضغوطاً على الأوروبيين لمنع تفعيل آلية العقوبات، خشية إضعاف فرص التفاوض.
لكن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي غيّرت المسار، وفق ما أفاد به مسؤولان إسرائيليان. إذ ناقش نتنياهو القضية مع ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، مشدداً على ضرورة عدم عرقلة "السناب باك"، ومطالباً الإدارة الأميركية بإرسال رسالة واضحة إلى طهران بأن الوقت يداهمها إذا ما أرادت تفادي العقوبات الأممية.
ونقل أحد المسؤولين الإسرائيليين عن نتنياهو قوله: "شعرنا أن ترامب وفريقه يتفقون معنا".
موقف واشنطن
من جهته، أكد مسؤول أميركي رفيع أن إدارة ترامب تؤيد تفعيل آلية "السناب باك"، وتعتبرها أداة ضغط أساسية في المفاوضات. وأضاف أن الرئيس ترامب يشعر بإحباط كبير حيال امتناع الإيرانيين حتى الآن عن العودة إلى طاولة الحوار.
وأشار المصدر إلى أن المبعوث ويتكوف أوصل موقفاً واضحاً لطهران بأن أي مفاوضات مقبلة يجب أن تُجرى بشكل مباشر، من دون وسطاء، لتجنّب سوء التفاهم وتسريع العملية التفاوضية.