«أم عزان»: أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد

11 hours ago 4

#ثقافة وفنون

ندى الرئيسي اليوم 11:00

امرأة من الزمن الجميل.. في حديثها عبق الماضي، ارتبطت بالتراث الإماراتي منذ صغرها؛ فحملت على عاتقها مسؤولية حفظه ونقله للأجيال الجديدة، في منزلها الكائن في إمارة عجمان.. بساطة حلم الطفولة الذي كبر مع السنين، أسست الوالدة موزة عبد الله بن حظيبة أو كما تعرف بـ «أم عزان» متحفها الخاص، جمعت فيه حكايات مجتمع، وذاكرة وطن، جامعة بين بساطة الذكرى وعمق الهوية.. زهرة الخليج زارت متحف «أم عزان» وكان لنا معها هذا الحوار:

  •  أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد «أم عزان»: أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد

حلم الطفولة.. في متحف

كيف بدأت رحلتكِ مع التراث؟ وما الذي شكّل وعيكِ تجاهه منذ الصغر؟

أنا موزة عبد الله بن حظيبة «أم عزان» سيدة إماراتية بسيطة، عشقت الأصالة وتراث بلادي منذ نعومة أظافري. أعمل حالياً اختصاصية حرف في مركز الحرف الإماراتية التابع لمعهد الشارقة للتراث. وجدت في التراث الوطني كنزاً ثميناً، وآمنت أن من واجبي حفظه وتوثيقه ونقله للأجيال القادمة.

هل المتحف كان حلماً قديماً؟ وكيف جمعتِ مقتنياته؟

بدأت رحلتي مع جمع القطع التراثية منذ الطفولة. كنت أحرص على اقتناء كل ما له صلة بحياة الأجداد: من أثاث وأوانٍ وملابس وحلي وغيرها. أوصي الأقارب والمعارف بعدم رمي مقتنياتهم القديمة، وكنت أشتري بعض القطع النادرة من الأسواق الشعبية داخل الدولة وخارجها، خاصة تلك التي اندثرت مع الزمن. قبل أكثر من 15 عاماً، قررت أن أخصص لهذه الكنوز متحفاً في منزلي، مفتوحاً لكل من يودّ زيارة عبق الماضي.

  •  أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد «أم عزان»: أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد

ذاكرة وطن في غرفة

هل يمكن أن نقرأ تاريخ الوطن من خلال متحفك؟ وما أبرز ما يوثقه؟

المتحف بما يتضمنه من مقتنيات هو صورة طبق الأصل للبيت الإماراتي قديما بكل مكوناته وتقسيماته من الغرف والليوان والمجلس والمطبخ والمخزن والقطيعة والزوية، والدرايش القديمة (النوافذ)، وقد قمت بتوثيق الكثير من القطع والمقتنيات لدي؛ فالمتحف يضم قطعاً أثرية تعكس مختلف جوانب الحياة اليومية سابقاً، مثل الملابس التراثية والحلي والذهب بتصاميمه القديمة، والأواني، والحرف اليدوية التي استخدمها السكان في الماضي، كما يبرز مختلف الفنون الشعبية وأساليب الزراعة القديمة التي كانت تعبر عن التراث الثقافي الغني لدولة الإمارات.

هل ترين في المتحف مشروعاً توثيقياً فقط، أم وسيلة حوار بين الأجيال حول الهوية والانتماء؟

متحف «أم عزان» يمثل نافذة حية على التراث الإماراتي الأصيل، وأريده وسيلة لتعريف الأطفال والشباب بأنماط حياة الأجداد، وتعزيز شعورهم بالانتماء والهوية.

  •  أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد «أم عزان»: أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد

من عجمان إلى العالم

ما أبرز مشاركاتكِ داخل الدولة وخارجها؟

لدي الكثير من المشاركات في داخل الدولة من خلال المعارض والفعاليات التراثية، لي مشاركات سنوية في «أيام الشارقة التراثية» منذ دورته الأولى، وأشارك في البرامج التلفزيونية التراثية والثقافية مثل برنامج «السنيار»، كما شاركت في تنظيم بعض المتاحف في الدولة مثل متاحف إمارتي الشارقة وعجمان، إضافة للمشاركة في الفعاليات التراثية التي تقام في مختلف المدارس والجامعات لتعريف الطلبة والأجيال الجديدة على تراث الوطن.

وعلى صعيد المشاركة في الخارج، مثلت دولة الإمارات في الكثير من المعارض والفعاليات الثقافية التي أقيمت في دول الخليج والبرازيل والمكسيك والهند والبرتغال وألمانيا وإسبانيا، والصين، وتايلند، واليونان.

رسالة للأجيال الجديدة

الرسالة التي تسعى الوالدة موزة إيصالها للمجتمع من خلال هذا المتحف؟

متحف «أم عزان» ليس فقط مكاناً لعرض المقتنيات، بل هو سجل حيّ يؤرخ ويحكي تاريخ وطن ورحلة صمود وكفاح ونجاح عبر الزمن، أطمح أن يزورنا السائحون من أنحاء العالم ليكتشفوا كيف عاش أجدادنا، وكيف بنوا هذا الوطن بأدوات بسيطة لكن بإرادة عظيمة. وأريد أن يترسخ حب التراث في وجدان الأطفال والشباب.

  •  أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد «أم عزان»: أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد

كيف يتفاعل الزوار، خصوصاً الأطفال والشباب؟

 هناك تفاعل وإقبال كبير من الزوار من الأطفال والشباب من مختلف الجنسيات، الراغبين بالتعرف على موروث الإمارات، الذين ينبهرون بالمقتنيات الموجودة في المتحف، ويستفسرون عن أسمائها واستخداماتها، وطبيعة الحياة القديمة التي عاشها الأجداد، كما أنني أقدم بعض الدورات مثل دورات «التلي».

أحلام تكبر.. ووصايا تحفظ

ما طموحاتك المستقبلية للمتحف؟ وهل هناك خطط لتطويره؟

أحلم بإنشاء متحف أكبر على الطراز الإماراتي القديم، يضم كل المقتنيات ويتيح المجال لإقامة ورش تعليمية وثقافية. أطمح أن يتحول إلى مركز دائم يرسّخ التراث في الذاكرة الجمعية.

  •  أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد «أم عزان»: أطمح لبناء متحف يخلّد تراث الأجداد

وأخيراً.. ما وصيتك للأجيال القادمة؟

أوصي الأجيال الجديدة بالمحافظة على التراث والعادات والتقاليد، والتمسك بالرمسة الإماراتية (اللهجة المحلية)، وحماية تراث الأجداد من الاندثار، ورسالتي لأبناء وبنات هذا الوطن التقيد والالتزام بالزي والسنع الإماراتي الأصيل، كل ذلك هو تمثيل حقيقي للهوية الوطنية الإماراتية.

اذهب للمصدر