بقلم: يورونيوز
نشرت في 27/08/2025 - 9:30 GMT+2
اعلان
وذكر تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن جهاد الموساد لعب دوراً في "كشف مؤامرة الحرس الثوري الإيراني التي أدت إلى طرد المسؤولين الإيرانيين من أستراليا".
وأوضحت الصحيفة أن "الموساد وأجهزة استخبارات إسرائيلية أخرى حذّروا من موجة متصاعدة من المحاولات الإيرانية لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين واليهود حول العالم"، وذلك عقب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت في يونيو/حزيران الماضي البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وكبار القادة العسكريين، وأنظمة الرادار، ومصادر قوة الحرس الثوري الإيراني.
وعلى الرغم من بعض التلميحات، لا تزال إسرائيل تلتزم الصمت بشأن الاعتراف رسمياً بدورها في القضية بين إيران وأستراليا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "قد يكون من مصلحة كلا الجانبين إبقاء هذا التعاون سرًا في هذه المرحلة تحديدًا"، في ظل الخلاف الحاصل بينهما.
حادثة سابقة
ذكرت الصحيفة بحادثة سابقة، ساعدت فيها إسرائيل أستراليا بكشف هجمات ضدها، ففي عام 2017 أحبطت أستراليا محاولة شقيقين لبنانيين أستراليين لتفجير طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران متجهة من سيدني إلى أبو ظبي.
لاحقًا، في عام 2018، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأجهزة المخابرات الإسرائيلية في منع "المذبحة التي لا يمكن تصورها". ثم في عام 2019، كشف نتنياهو أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية التي كشفت القضية تم الحصول عليها من خلال أدوات إلكترونية.
حينها، صرّح وزير الداخلية الأسترالي، بيتر داتون، بأنّ إسرائيل كانت متورطةً "بشكلٍ مباشر" في كشف المؤامرة المزعومة.
وقال داتون لمحطة إذاعة 2GB المحلية: "كادت طائرة الاتحاد أن تُفجّر من السماء، وكانت ستُودي بحياة مئات الأشخاص، لذا نحن ممتنون للغاية للمساعدة التي قدمتها إسرائيل في هذا الشأن".
إسرائيل تلمّح للتدخل
قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، الثلاثاء إن "التدخل الصريح" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وانتقاداته لقرار أستراليا الاعتراف بدولة فلسطينية ربما يكونان وراء رد فعل أستراليا.
وأضاف مينسر في حديث للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب: "لقد تضررت العلاقة بين أستراليا وإسرائيل، لذا فمن دواعي سرورنا أن تتخذ الحكومة الأسترالية هذه الإجراءات بعد تدخل رئيس الوزراء نتنياهو في الوقت المناسب".
وقال مينسر ردًا على سؤال من هيئة الإذاعة الأسترالية: "لقد أدلى رئيس الوزراء نتنياهو بتصريحات صريحة للغاية بشأن أستراليا، وهي دولة تربطنا بها علاقات ودية طويلة".
وأضاف: "لقد أدلى بهذه التعليقات لأنه لم يعتقد أن إجراءات الحكومة الأسترالية قد اقتربت من معالجة قضايا معاداة السامية، وقد أدلى بتصريحات صريحة للغاية بشأن رئيس الوزراء ألبانيز نفسه".
وتابع مينسر قائلاً: "نحن نرى بالتأكيد من إسرائيل أن أخذ أستراليا للتهديدات الموجهة ضدها والشعب اليهودي، أي اليهود الأستراليين المقيمين في أستراليا، على محمل الجد هو نتيجة إيجابية".
"هراء بالتأكيد"
رداً على كلام مينسر، قال وزير الشؤون الداخلية الأسترالي توني بيرك لمحطة "إيه بي سي" الإذاعية إن ادعاءات إسرائيل بأنها وراء طلب أستراليا من السفير الإيراني أحمد صادقي بمغادرة البلاد "هراء بالتأكيد".
وأضاف: "لم تمر دقيقة واحدة بين تلقينا لهذا التقييم وشروعنا في العمل على ما سنفعله ردا على ذلك".
كما نفى ادعاء إيران بأن القرار اتُخذ لإرضاء إسرائيل، وقال: "اتخذنا هذا الإجراء لأن إيران اعتدت على أستراليين، لا علاقة لأي دولة أخرى بهذا الاستنتاج".
توتر علاقة أستراليا وإيران
كان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز قد أعلن في مؤتمر صحفي الاثنين أن أجهزة الاستخبارات توصلت إلى "نتيجة مقلقة للغاية" مفادها أن إيران دبرت هجومين على الأقل "معاديين للسامية"، موضحا أن طهران تقف خلف حريق متعمد استهدف مقهى لويس كونتيننتال المتخصص بتقديم أطعمة حلال لليهود (كوشير) في ضاحية بونداي بسيدني في أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وأضاف البانيز أن الاستخبارات خلصت أيضا إلى أن إيران تقف كذلك خلف حريق متعمد استهدف كنيس أداس إسرائيل في ملبورن في ديسمبر/ كانون الأول 2024. ولم يتسبب أي من الهجومين بخسائر بشرية.
ووصف ألبانيز الهجومين بأنهما "أعمال عدوانية استثنائية وخطيرة دبرتها دولة أجنبية على الأراضي الأسترالية".
وأعلنت أستراليا السفير الإيراني صادقي "شخصا غير مرغوب فيه"، وأمهلته مع 3 دبلوماسيين آخرين، 7 أيام لمغادرة البلاد، كما سحبت سفيرها من إيران وعلقت عمليات بعثتها في طهران القائمة منذ عام 1968.
رداً على هذا القرار، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ألبانيزي بأنه "سياسي ضعيف"، وقال عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، إن الاتهامات الأسترالية "غير منطقية".
وأضاف عراقجي في منشوره: "إيران تدفع ثمن تضامن الشعب الأسترالي مع فلسطين، وكان حريا بكانبيرا ألا تتماهى مع نظام يقوده مجرمو الحرب"، في إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية.
وتعهدت طهران بالرد بالمثل على طرد أستراليا السفير الإيراني من أراضيها.
وقرار أستراليا إمهال السفير الإيراني 7 أيام لمغادرة البلاد هو أول عملية طرد من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
كما تم إغلاق سفارة أستراليا في طهران، ونُقل الدبلوماسيون العاملون فيها إلى دولة ثالثة.
وقال ألبانيز إن الدبلوماسيين الأستراليين المعتمدين في إيران أصبحوا جميعا "بأمان في بلد ثالث"، لم يحدده.
توتر علاقة أستراليا وإسرائيل
توترت العلاقات الدبلوماسية بين أستراليا وإسرائيل بعد أن قالت حكومة ألبانيز بقيادة حزب العمال إنها ستعترف بدولة فلسطينية، وهو ما جاء بعد خطوات مماثلة أعلنتها فرنسا وبريطانيا وكندا.
وقالت أستراليا إن الاعتراف مشروط بالتزامات تلقتها من السلطة الفلسطينية، منها عدم مشاركة حركة حماس في أي دولة مستقبلية.
رداً على الإعلان الأسترالي، هاجم نتنياهو نظيره الأسترالي ألبانيز، واصفا إياه بأنه "سياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلى عن يهود أستراليا".