بقلم: يورونيوز
نشرت في 25/06/2025 - 9:21 GMT+2•آخر تحديث 12:01
اعلان
اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الأربعاء، شخصيات دينية بارزة بالتورط في محاولة انقلابية "تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد والاستيلاء على الحكم"، في أحدث فصول الصراع المتصاعد بين الحكومة والكنيسة الرسولية الأرمنية، ذات النفوذ التاريخي في البلاد.
وفي بيان نشره عبر تطبيق "تلغرام"، قال باشينيان إن قوات الأمن "أحبطت مخططاً خبيثاً لرجال دين مجرمين"، في إشارة إلى محاولة انقلابية مزعومة كانت تستهدف السلطة في يريفان. ونشر في السياق بياناً رسمياً صادراً عن لجنة التحقيق الأرمنية أفاد بأن رئيس الأساقفة باغرات غالستانيان، زعيم حركة "الكفاح المقدّس"، كان يسعى منذ نوفمبر 2024 إلى "تغيير السلطة بوسائل لا يسمح بها الدستور الأرمني".
وتتهم اللجنة غالستانيان بالحصول على دعم مسبق من أعضاء حركته للقيام بـ"أعمال إرهابية تهدف إلى انتزاع الحكم"، مشيرة إلى أن عمليات تفتيش تجري حالياً في منازل رئيس الأساقفة ونحو 30 من معاونيه.
وتعود جذور الأزمة إلى ما بعد هزيمة أرمينيا أمام أذربيجان في حرب إقليم قره باغ عام 2020، حين بدأت قيادات دينية، وعلى رأسها بطريرك الكنيسة كاريكين الثاني، بمهاجمة حكومة باشينيان والمطالبة باستقالته، محمّلين إياه مسؤولية "الخسارة الوطنية". وفي العام الماضي، قاد غالستانيان سلسلة احتجاجات واسعة لم تنجح في الإطاحة بالحكومة، لكنه واصل اتهام باشينيان بتسليم الإقليم إلى أذربيجان.
وفي المقابل، وصف النائب غارنك دانياليان، المقرّب من غالستانيان، الاتهامات بأنها "مفبركة"، متهماً الحكومة بانتهاج سلوك دكتاتوري ضد شخصيات دينية معارضة.
وكان باشينيان قد أثار جدلاً جديداً هذا الشهر حين دعا علناً إلى عزل البطريرك كاريكين الثاني من منصبه، منتقداً ما اعتبره تدخلاً مفرطاً للكنيسة في السياسة، وهو ما قوبل بانتقادات واسعة من قوى المعارضة التي اعتبرت دعوته "تعدياً على مؤسسة لها وضع دستوري خاص".
وتحظى الكنيسة الرسولية الأرمنية بمكانة رمزية ودستورية في أرمينيا، التي تُعد أول دولة في العالم تعلن المسيحية ديانة رسمية في القرن الرابع. وتواصل المؤسسة الكنسية لعب دور مؤثر في الحياة العامة والسياسية، ما يجعل أي صدام بينها وبين السلطة قضية تتجاوز البعد الديني إلى صراع على هوية الدولة ومستقبلها السياسي.