أبراج.. السرطان.. بيت من دفء وذاكرة

7 hours ago 5

#أبراج

لاما عزت اليوم

مولود برج السرطان، رابع الأبراج الفلكية، الذي يأتي بين 21 يونيو و22 يوليو، ويحكمه القمر، رمز الحنين، والتقلب، والحدس العاطفي. حين تلتقي السرطان، فأنت لا ترى شخصاً فقط، بل تلتقي بعالمٍ داخلي كامل، تسكنه الذكريات، وتضيئه المشاعر، ويعلو فيه صوت الحنين على أي ضجيج آخر.

مولود السرطان لا ينسى بسهولة، فذاكرته العاطفية أشبه بخزانة أسرار تحفظ التفاصيل الصغيرة، الضحكات، الكلمات، وحتى المواقف العابرة. هو الشخص الذي يتذكر كيف شعرتَ في لحظة، لا فقط ما قلته. لهذا، كثيراً ما يبدو «أقدم» من عمره، أكثر نضجاً، وأقرب إلى الحكمة. يعيش نصفه في الواقع، ونصفه الآخر في حكايات القلب.

  • أبراج.. السرطان.. بيت من دفء وذاكرة أبراج.. السرطان.. بيت من دفء وذاكرة

السرطان لا يقترب دفعةً واحدة. يحوم أولاً حول من يحب، كما تفعل السرطانات على الشاطئ، حذراً، مراقباً، باحثاً عن الأمان قبل الانتماء. لكنه حين يثق، يهب نفسه بالكامل، ويصعب عليه التراجع. صداقاته حقيقية، وحبّه من النوع الذي يبني أعشاشاً لا تغادرها الطيور بسهولة. من عرف السرطان صديقاً، عرف ما تعني كلمة «الاحتواء».

في بيته، تجد روحه الحقيقية. هو لا يشعر بالأمان التام إلا في المساحة التي تشبهه، حيث يمكنه أن يغلق الأبواب على العالم، ويكون على طبيعته. يعشق التفاصيل، ويمنحها من وقته واهتمامه. بيت السرطان ليس فقط جدراناً، بل ذاكرة حيّة، مليئة بالصور والروائح والدفء.

لكن، لا تنخدع بهدوئه. فمزاج السرطان مثل موج البحر، هادئ في لحظة، عاصف في أخرى. يحكمه القمر، وكلما اكتمل بدراً أو غاب، تغيّر معه مزاجه. هو لا يعبّر دائماً عمّا يشعر، لكنه يختزن، حتى تمتلئ كأسه، ويفيض حزنه على غير موعد. لهذا، من يحب السرطان، عليه أن يصبر على صمته، ويحسن قراءة ما بين السطور.

في العمل، يُبدع حين يجد معنى لما يفعل، ويمنح من قلبه ما يعجز الآخرون عن تقديمه من عقولهم. يُحب المهن التي تتعلق بالناس، بالرعاية، بالفن، وبكل ما يسمح له بأن يترك أثراً في الآخرين. وقدرته على الاستماع والتعاطف تجعله مستشاراً ممتازاً، وصديقاً يطمئن له الجميع.

  • أبراج.. السرطان.. بيت من دفء وذاكرة أبراج.. السرطان.. بيت من دفء وذاكرة

السرطان لا ينسى من وقف معه، ولا يغفر بسهولة لمن كسره. هو من يؤمن أن الجرح لا يشفى بالكلمات، بل بالوفاء. وإن خذلته الحياة، يعيد بناء نفسه بصمت، بعيداً عن الأنظار، لكنه لا يخرج منها كما دخل. يتعلّم، ويقسو قليلاً، لكنه لا يفقد رقّته، لأن الرقّة هي جوهره، والطيبة درعه الأهم.

اللون الأبيض يعكس نقاءo الداخلي، والفضي يعبّر عن القمر الذي يرافقه. أما الأزرق، فهو لونه الروحي، يجلب له الطمأنينة، ويعيد له توازنه. وإن كنتَ تبحث عن هدية لمولود السرطان، فاجعلها شيئاً يحمل قصة، أو ذكريات مشتركة؛ السرطان يحب الهدايا التي تخاطب القلب لا العين.

في الحب، هو من يصنع بيتاً لا جدران له إلا الحنان، ولا سقف إلا العاطفة. يُحب بكل جوارحه، ويتوقع المقابل. لا يحب التجاهل، ولا يفهم اللعب بالمشاعر. يريد علاقة تُشبه المطر الأول: صادقة، دافئة، ومُنعشة بعد طول غياب.

السرطان، مرآة تعكس ما فيك من دفء وصدق واحتياج للحب. ومن يملك صديقاً من هذا البرج، فليُمسك بيده جيداً، فهذه الأرواح نادرة، تماماً كضوء القمر حين يلامس البحر في ليلة هادئة.

اذهب للمصدر