بقلم: يورونيوز
نشرت في 27/06/2025 - 23:00 GMT+2
اعلان
منذ بداية النزاع، اختُطف الأطفال الأوكرانيون من دور الأيتام، ومن ساحات المعارك بعد مقتل ذويهم، أو أُخذوا بالقوة من أسرهم. وتصر موسكو على نفي الاتهامات، حيث اتهم أحد المسؤولين الروس أوكرانيا بأنها "تنظم عرضًا حول الأطفال المفقودين" خلال المحادثات الأخيرة لوقف إطلاق النار في اسطنبول.
وفي شهادة مؤلمة لصحيفة الغارديان، روت ناتاليا، وهي أم أوكرانية، تفاصيل محاولتها اليائسة لاسترجاع ولديها المراهقين بعد أن احتُجزا لنحو ستة أشهر في معسكر روسي. بعد احتلال القوات الروسية لمسقط رأسها في خيرسون في أيلول/ سبتمبر 2022، نصحها أحد الجيران بإرسال الطفلين إلى مخيم للأطفال في مدينة أنابا الروسية، في رحلة مجانية مدتها 21 يومًا، على أن يعودا لاحقًا إلى خيرسون. لكنها تقول: "كان خطأً كبيرًا أن أسمح لهما بالذهاب".
عندما استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على خيرسون لاحقًا، علق الولدان خلف خطوط التماس، ورفض المعسكر إعادتهما من دون حضور والدتهما.
وبعد الحصول على جوازات سفر وأوراق رسمية بدعم من منظمة أوكرانية، سافرت ناتاليا بمفردها إلى روسيا، وقد مرّت عبر حواجز تفتيش روسية، وقدمت مبررات لوجودها وسط الجنود، لتصل بعد ستة أيام من التنقل، في شباط/ فبراير 2023، إلى المخيم وتستعيد أطفالها. وتقول: "لا يمكنك حتى أن تتخيل مشاعري... أطفالي هم كل ما أملك في هذه الحياة".
أرقام مقلقة ونظام تبنٍ مريب
حتى الآن، لم يتمّ استرجاع سوى 1,366 طفلًا أوكرانيًا، بحسب منظمة "إعادة الأطفال". ويُقدر فريق من جامعة ييل أن العدد الإجمالي قد يصل إلى 35,000 طفل، أُخذ العديد منهم من دور الأيتام أو من الشوارع أو تحت ظروف القتال، وأُرسلوا إلى معسكرات أو مؤسسات رعاية روسية، وربما جرى تبني بعضهم من قبل عائلات روسية.
فريق الباحثين في جامعة ييل، بقيادة ناثانيل ريموند، المدير التنفيذي لمختبر الأبحاث الإنسانية، استخدم قواعد بيانات روسية ووثائق رسمية وخرائط أقمار صناعية لتحديد هويات آلاف الأطفال. وقد وصف ريموند ما يجري بأنه "أكبر عملية اختطاف جماعي للأطفال منذ الحرب العالمية الثانية، تشبه ما فعله النازيون بالأطفال البولنديين".
وتكشف شهادات الأطفال العائدين عن تلقيهم تدريبات عسكرية في المعسكرات، كما تعرّضوا لعقوبات عند التحدث بالأوكرانية. وتوضح داريا كاسيانوفا، رئيسة شبكة حقوق الطفل الأوكرانية، أن الأطفال يُخدعون أحيانًا برسائل تخويفية تقول إن أهاليهم سيواجهون العواقب إن لم يلتزموا بما يُطلب منهم.
وترى كاسيانوفا أن هذه الممارسات ليست جديدة، إذ سبق أن وثّقت اختطافات وترحيلات مماثلة خلال الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم عام 2014، عندما عملت على إجلاء أكثر من 40,000 شخص من دونيتسك ولوهانسك، من بينهم 12,000 طفل. تقول: "كانت ابنتي في الحادية عشرة حينها، وقد أُرسل بعض أصدقائها الذين بقوا هناك إلى معسكرات تابعة للجيش الروسي".
وبحسب الخبراء، غيّرت روسسيا قوانينها مؤخرًا بما يسمح بتبنّي الأطفال الأوكرانيين من قبل مواطنين روس، ما يعقّد جهود الإعادة ويُهدد باختفاء هؤلاء الأطفال إلى الأبد داخل منظومة قانونية وإدارية روسية، يصعب اختراقها.