لا يجب على المستخدمين البوح بكل شيء للذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه في كل شيء، فهناك استخدامات للذكاء الاصطناعي يمكن أن تترتب عليها عواقب غير محمودة.
إذ أن الثقة في روبوتات الذكاء الاصطناعي في مواقف لا ينبغي فيها ذلك يمكن أن تؤثر على صحتك النفسية، أو تضر بعلاقاتك، أو تكلفك المال أو فرص العمل، إلى جانب العديد من السلبيات الأخرى.
وحذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المطورة لـ ChatGPT من مشاركة كل شيء مع الذكاء الاصطناعي.

وأشار ألتمان في مقابلة بودكاست إلى أنه في حال وقوع دعوى قضائية، يمكن أن تجبر OpenAI قانونيا على تسليم سجلات محادثات الأفراد مع ChatGPT.
10 أشياء لا ينبغي فيها الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
هنا نستعرض لكم، أهم 10 أشياء لا ينبغي استخدام ChatGPT (أو أي روبوت دردشة آخر) للقيام بها.
1. الاعتراف بجرائمك
إذا كنت تظن أن روبوت الدردشة بئر عميق يحفظ أسرارك، ففكر مجددا. الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، أكد مؤخرا ذلك بقوله:
“إذا تحدثت مع ChatGPT عن أمورك الحساسة، ثم حدثت دعوى قضائية، فقد نُطالب بتقديم هذه المحادثات.”
بعبارة أخرى: لا ينبغي لك أبدا التحدث إلى روبوت دردشة عن أي أفعال غير قانونية قمت بها.
بعض الشركات، مثل أبل، تتبنى مواقف صارمة في التعامل مع الحكومة والجهات الأمنية، لكن ليس جميعها كذلك.
حتى الشركة الأكثر حرصا على الخصوصية في الوقت الحالي، Anthropic، تدعم تبادل المعلومات المصنفة بين شركات الذكاء الاصطناعي والحكومات.
ولا يقتصر الأمر على الجرائم فقط، إذ إن محادثاتك قد تستخدم كدليل إذا كانت ذات صلة بأي دعوى قانونية. كن حذرا جدا فيما تشاركه.
2. طلب نصائح في المسائل الطبية
رغم أن روبوت الدردشة ChatGPT يقدم معلومات طبية لا بأس بها، نظرا للكم الهائل من المعلومات التي يبحث فيها، إلا أن هذه المعلومات ليست صحيحة في كل الحالات.
مثلا: لا يجب أن تزود ChatGPT بتقاريرك الطبية، وتطلب منه تشخيص حالتك، إذ أنه سيشخص الحالة تبعا لما لديه من بيانات فقط، في وقت تحتاج مثل هذه العملية إلى معرفة التاريخ الطبي للشخص تحديدا.
تجدر الإشارة إلى أن ChatGPT ينوه كثيرا في ما يتعلق بالأمور الطبية، بأن عليك مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الأدق.
3. الاعتماد عليه كمساعد شخصي
بغض النظر عن كيف تسوق شركات الذكاء الاصطناعي لروبوتاتها، فهي لا تصلح لتكون مساعدين شخصيين حقيقيين. على سبيل المثال، ChatGPT لا يمكنه إدارة التقويم، أو طلب البقالة، أو ضبط منبه، أو الرد على المكالمات.
حتى الخصائص المخصصة كمساعد، مثل GPTs المخصصة في ChatGPT أو Gems في Gemini، تعاني من محدودية كبيرة. مثلا، مساعد Google المعروف باسم Project Mariner فشل في تنفيذ مهام مثل طلب البقالة أو البحث عن وظيفة.
يمكنك أن توكل بعض المهام، مثل إعداد خطط سفر أو الإجابة عن أسئلة، ولكن لا تتوقع أن يكون ChatGPT أفضل من Siri أو Alexa كمساعد شخصي. استخدمه كأداة لتحقيق أهداف معينة، وليس كحل شامل.
4. الرد على رسائل البريد الإلكتروني
يمكن لـ ChatGPT أن يساعدك على تحسين أسلوبك الكتابي، لكن لا أنصح باستخدامه كمحرر دائم لرسائلك. المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي أصبح سهل التعرف عليه، مما قد يجعل تواصلك يبدو غير شخصي.
ربما لا يهمك هذا في الرسائل البسيطة، كالتأكيد على حضور اجتماع، لكنك لا تحتاج الذكاء الاصطناعي في هذه الحالات أصلا. وحتى ميزات الرد الذكي في Gemini، رغم قدرتها على صياغة رسائل متكاملة، إلا أنها تفتقر للعاطفة واللمسة البشرية. من الأفضل أن تكتب رسائلك بنفسك، خصوصا في المواقف المهمة.
5. البحث عن وظيفة
البحث عن عمل مهمة شاقة، ومن الطبيعي أن تلجأ لأي وسيلة لتسهيلها. يمكنك أن تطلب من ChatGPT اقتراح وظائف، لكنه غالبا سيخبرك فقط بالبحث في مواقع التوظيف مثل LinkedIn وIndeed.
لا يتميز روبوت الدردشة بقدرة فعالة على تحليل جميع مواقع الوظائف، ولا يجيد مطابقة الفرص مع مهاراتك. من الأفضل الاعتماد على مواقع التوظيف المتخصصة والتواصل المباشر. وإذا فقدت وظيفتك، فإن روبوتات الدردشة لن تعوضك عن الأثر النفسي لذلك.
6. كتابة السيرة الذاتية
كما هو الحال مع رسائل البريد، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي لصياغة سيرتك الذاتية يؤدي غالبا إلى نتائج آلية واضحة. وهذا لا يعطي انطباعا جيدا لمسؤولي التوظيف.
بل إن الخطر أكبر من ذلك: فمهما أعطيت ChatGPT من معلومات، فلن يتمكن من التعبير عن خبراتك ومهاراتك كما تفعل أنت. الأفضل استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في التنسيق أو صياغة العبارات، لا لكتابة النص بالكامل.
7. إنجاز واجباتك المدرسية
الذكاء الاصطناعي ليس الخيار الأمثل لتأدية واجباتك المدرسية، فالمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي سهل الاكتشاف، سواء عبر أدوات الكشف أو قراءة سريعة.
أما بالنسبة للرياضيات والعلوم، فكثيرا ما يخطئ ChatGPT في الإجابات. إذا لم تكن الإجابات صحيحة، فلا فائدة من استخدامه لحل واجباتك. والأسوأ أن الجامعات أصبحت حساسة جدا تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي، لدرجة أن طلابا أبرياء يتعرضون للاتهامات.
وقد أطلقت ChatGPT مؤخرا “وضع الدراسة” الذي يهدف إلى منع الطلبة من الوصول بشكل مباشر إلى إجابات جاهزة، ويطلب منهم التفاعل للحصول على الحل.

8. اتخاذ قرارات الشراء
معرفة ما يجب شراؤه قد يكون مرهقا، لكن اتخاذ قرار سليم يتطلب مصادر موثوقة. لحسن الحظ، هناك الكثير من أدلة الشراء من خبراء.
أما روبوتات الدردشة، فليست جيدة بما يكفي لترشيح المنتجات. سواء استخدمت ميزة التسوق في ChatGPT أو “Vision Match” في Gemini، فالمقترحات قد تكون غير دقيقة. غالبا لا نعرف من أين تأتي هذه الترشيحات، لذا من الأفضل قراءة المراجعات الحقيقية.
9. طلب نصائح في أمور حساسة أو مصيرية
استخدام روبوت دردشة قد يصبح عادة بسهولة. وقد تجد نفسك تطلب منه تشخيص مرض، أو تقديم نصائح ضريبية، أو مساعدتك في مشاكل نفسية.
لكن هذه أمور حساسة، وخطأ واحد من روبوت دردشة قد يؤدي إلى عواقب خطيرة.
إذ أن روبوتات الدردشة أدوات قوية ومتعددة الاستخدامات، لكنها لا يمكن أن تحل محل المحترفين في الأمور المصيرية.
10. دعم فكرتك في النقاشات مع الآخرين
قد يبدو استخدام ChatGPT لتأييد رأيك في نقاش فكرة جيدة، لكنه في الواقع قد يُفاقم الأمور. روبوتات الدردشة تتحيز إليك غالبا بدلا من مناقشة فكرتك.
فإن وصفت أي شيء لـ ChatGPT بأنه رائع، فسيوافقك الرأي مباشرة. أي أنه روبوت الدردشة ChatGPT سيؤيدك حتى لو لم تكن على صواب.
في النقاشات الشخصية، هذا النوع من التأكيد غير منطقي قد يسبب خلافات لا داعي لها. من الأفضل الاستناد إلى مصادر موثوقة عند الحاجة لتأكيد موقفك.